شركة طيران تحظر زوجين نهائيا من السفر على متن رحلاتها..ما السبب؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قامت شركة الطيران "كاثي باسيفيك"، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، بحظر راكبين من صعود رحلاتها بعد أن تحوّل جدال حول آداب استلقاء المقعد إلى إهانات عنصرية.

وقعت الحادثة أثناء رحلة متجهة من هونغ كونغ إلى لندن في 17 سبتمبر/أيلول، وروت راكبة من البر الرئيسي الصيني تجربتها في مقطع فيديو نُشر على موقع "Xiaohongshu"، الذي يعد النسخة الصينية من منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام".

محتوى إعلاني

وقالت: "طلبت مني السيدة التي تجلس خلفي أن أرفع مقعدي لأنه كان يحجب رؤية زوجها لشاشة المقعد. رفضت بأدب، فبدأت تمدّ قدميها على مسند ذراعي، وتركل ذراعي وتسبّني بشكل جنوني".

حاولت مضيفة الطيران التدخّل من خلال اقتراح رفع المرأة مقعدها، لكنها رفضت، وتصاعد الموقف.

وتابعت: "عندما أدركت (الراكبة) أن لغتي الكانتونية ليست جيدة، بدأت في إلقاء بعض التعليقات البغيضة، ووصفتني بفتاة البر الرئيسي وغيرها من العبارات المهينة".

ويتحدث سكان هونغ كونغ الكانتونية بشكل أساسي، في حين يتحدث الصينيون الماندرين في البر الرئيسي بشكل أساسي.

وأضافت المرأة، التي قالت إن ركابًا آخرين تدخّلوا بعد ذلك، "بمجرد أن بدأت التسجيل، قام الزوج الجالس خلفي بوضع يده على مسند ذراعي وبدأ في هزّه بجنون. شعرت أن مساحتي الشخصية قد انتهكت تمامًا".

وفي مقطع فيديو للحادث الذي شاركته المرأة، يمكن سماع صوت أنثوي يقول باللغة الماندرينية: "أنتِ كبيرة في السن بما يكفي، لماذا تتنمرين على فتاة صغيرة؟".

ويمكن سماع آخرين يصرخون باللغة الكانتونية: "أنت تحرجيننا كسكان هونغ كونغ!" و"توقفي عن قول إنك من هونغ كونغ!"

وأضافت المرأة: "بعد أن تحدّث بعض الركاب نيابة عني، قالت المضيفة أخيرًا إنني أستطيع تبديل المقاعد. شعرت أن الأمر كان سخيفًا، ماذا لو لم يدعمني أحد؟ هل كنت سأُترَك لأتعامل مع الموقف بمفردي؟".

وتساءت قائلة: "بصفتها شركة طيران رئيسية، أليس من المفترض أن تعرف كاثي باسيفيك كيفية التعامل مع مثل هذه النزاعات؟ ألا ينبغي أن يؤدي التعامل مع الركاب بشكل مختلف إلى بعض العواقب؟".

وفي بيان صدر السبت، صرحت شركة "كاثي باسيفيك" عن رغبتها بـ"الاعتذار بصدق" عن "التجربة غير السارة".

وجاء في بيان شركة الطيران: "نحن نحافظ على سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أي سلوك ينتهك قواعد سلامة الطيران أو لا يحترم حقوق العملاء الآخرين. سنمنع السفر في المستقبل على متن أي رحلات تابعة لمجموعة كاثي للعميلين المتورطين في هذا الحادث".

وفي حين أن الحادث يضيف إلى النقاش الطويل الأمد حول آداب المقاعد المتكئة على الطائرات، فإنه يسلط الضوء أيضًا على التوتر بين الأشخاص من البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ نتيجة لوجهات نظر سياسية وهويات ثقافية مختلفة.

وقامت المرأة لاحقًا بنشر مقطع فيديو متابعة قالت فيه إنها تعتقد أن الحادث كان "حالة معزولة وقضية شخصية؛ لا داعي لتضخيمها".

وأضافت: "سواء على متن الطائرة أو عبر الإنترنت، جاء العديد من سكان هونغ كونغ لمساعدتي ودعمي. لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الطيبين في هذا العالم!".

ومع ذلك، دخلت شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ في مشاكل مع السلطات الصينية في الماضي.

وشارك بعض موظفي "كاثي باسيفيك" في احتجاجات عام 2019، ما أدى إلى رد فعل عنيف من قبل الحكومة الصينية، وهذه ليست الحادثة الأولى التي تنطوي على تمييز مزعوم ضد الصينيين على متن رحلة تابعة لشركة طيران "كاثي باسيفيك".

وفي مايو/ أيار عام 2023، أفادت شركة الطيران بأنها طردت ثلاثة من أفراد طاقم طائرة بعدما اشتكى أحد الركاب من البر الرئيسي للصين من تعرضه للتمييز.

وفي بيان أُعلن فيه عمليات الفصل، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "كاثي باسيفيك"، رونالد لام، أنه سيقود شخصيًا فريق عمل لتحسين الخدمة وتجنب حوادث مماثلة في المستقبل.

وقال: "نحن بحاجة إلى التأكد من أن جميع موظفي كاثي باسيفيك يحترمون دائما العملاء من مختلف الخلفيات والثقافات، وأن نقدم خدمات عالية الجودة باستمرار عبر جميع الأسواق التي نخدمها".

نشر
محتوى إعلاني