فلورنسا تحظر صناديق المفاتيح ومكبرات الصوت الإرشادية لمكافحة السياحة المفرطة

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: ANDREAS SOLARO/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتّخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، عبر تدابير تشمل حظر استخدام "صناديق المفاتيح" من قبل أصحاب العقارات المستأجرة لفترة قصيرة، ومكبرات الصوت الخاصة بالمرشدين السياحيين، وذلك وسط شكاوى من أنّ زيادة عدد الزوار أصبحت غير مستدامة.

ولطالما حظيت فلورنسا في إقليم توسكانا بشعبية كبيرة بين السيّاح الذين يتوافدون إليها للتمتع بالفن والعمارة المذهلة اللذين يعودان إلى عصر النهضة. لكن، إسوة بالعديد من الأماكن الأخرى في إيطاليا وغيرها من الدول، شهدت زيادة كبيرة في عدد السياح في السنوات الأخيرة، نجم عنه رد فعل عنيف من قبل السكان الذين لم يعد في وسعهم تحمّل تكاليف منازلهم.

محتوى إعلاني

هذا الأسبوع، فيما تستعد المدينة لاستضافة وزراء السياحة من مجموعة الدول السبع الأكثر تقدماً في العالم، وافقت السلطات على خطة من عشر نقاط لمعالجة المشكلة، قدمتها رئيسة البلدية سارة فونارو.

وتتصدّر اللائحة صناديق المفاتيح المقفلة المحمية بأرقام سرية التي يستخدمها أصحاب العقارات المستأجرة لتسهيل تسجيل الوصول للضيوف، والتي سيتم تقييدها في مركز المدينة المدرج ضمن قائمة اليونسكو، والمعروف بروائع بوتيتشيلي، ومايكل أنجلو، وجيوتو، وبرونليسكي.

وكانت هذه الصناديق في الآونة الأخيرة، هدفاً للتخريب من قبل السكان المحليين، من خلال إغلاقها بشريط لاصق أحمر.

كما سيتم وضع حدود على "المركبات غير النمطية"، مثل عربات الغولف التي أصبحت شائعة على نحو متزايد لمرشدي الرحلات السياحية بغية نقل الزوار حول المدينة في المناطق التي تكون فيها حركة السيارات مقيدة. 

كما يحظر المرسوم استخدام مكبرات الصوت لمرشدي الرحلات السياحية.

وتقول السلطات في فلورنسا إن المدينة اجتذبت 7.8 مليون زائر حتى الآن، في عام 2024.Credit: ANDREAS SOLARO/AFP

سلوكيات السيّاح السيئة

وجاء في بيان صادر عن مجلس المدينة أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل عاصمة توسكانا "مدينة حية وفريدة من نوعها" لكل من الزوار والمقيمين.

وأفاد مجلس فلورنسا أنّ القيود مدفوعة بتدفّق السياحة التي أصبحت غير مستدامة بالنسبة للسكان الذين يقيمون هناك على نحو دائم. وأضاف أنّ أكثر من 7.8 مليون شخص زاروا فلورنسا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

وتابع مجلس المدينة في بيان: "لم تعد المدينة قادرة على دعم مثل هذا الوجود الهائل للأنشطة والوسائل للاستخدام السياحي الحصري، المركّزة في خمسة كيلومترات مربعة فقط (حوالي 2 ميل مربع) من دون إضعاف قيمتها التراثية ورؤية قابليتها للعيش بشكل عام".

لقد تحمّلت فلورنسا العديد من الحوادث الأخيرة التي تصرف فيها السيّاح على نحو سيئ. هذا الصيف تمّ تصوير سائحة وهي تقوم بفعل جنسي مع تمثال باخوس. في يناير/ كانون الثاني، وصفت سيسيلي هولبرغ، رئيسة متحف غاليريا ديل أكاديميا المدينة بأنها "عاهرة" استسلمت للسياحة المفرطة، بالقول: "بمجرد أن تصبح المدينة عاهرة، فمن الصعب أن تعود عذراء مرة أخرى".

فلورنسا هي أحدث الوجهات التي طبقت قيودًا على السياحة الجماعية. 

في الأسبوع الماضي، أعلن الموقع الأثري في بومبي أنه سيحدد عدد الزوار اليومي بـ20 ألفًا، ويشترط توفر تذاكر شخصية.

وكانت مدينة البندقية قد أعلنت أيضًا أنها ستفرض رسوم دخول مجددًا في عام 2025، خلال ذروة السياحة المزدحمة، وفي روما، ستقيد نافورة تريفي وصول الزوار إلى النافورة بعد اكتمال أعمال التجديد في ديسمبر/ كانون الأول، وفقًا لما قاله عمدة روما لـCNN.

وزعمت وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانشي، التي ستستضيف قمة مجموعة السبع التي تقام هذا الأسبوع، أنه عوض الحد من أعداد السياحة، يجب أن تضيف البلاد ما يصل إلى 50 مليون زائر سنويًا.

وأشارت إلى أنّ السياحة المفرطة بإيطاليا نتاج سوء الإدارة.

وصرّحت خلال قمة السياحة الأسبوع الماضي، التي سبقت انعقاد قمة مجموعة الدول السبع: "لا أتفق مع كلمة السياحة المفرطة، لكنني أفهم أن لدينا مناطق يسكنها عدد كبير من الناس".

وتابعت: "يكمن السؤال الذي يتعيّن علينا طرحه على أنفسنا: ألم ندمّر التجارة التي جعلت مراكزنا التاريخية تنبض بالحياة لصالح المجتمعات في تلك المناطق أيضًا؟ إذا احتفظنا بمتاجرنا وشجعنا على التميّز عوض فتح متاجر التجزئة، فربما كنا لنشهد انخفاضًا في سياحة ’الطعام والرحيل بسرعة‘" والتي لا تمنحنا سوى القليل.

نشر
محتوى إعلاني