في تايلاند.. قم بزيارة هذه الوجهات الجذابة الأقل شهرة خلال موسم الذروة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما يتعلّق الأمر بوجهات العطلات، تُعد تايلاند إحدى أكثر الدول شهرة في العالم. فقد جذبت نحو 26 مليون سائح دولي هذا العام، وفقًا للتقارير، ويرجّح أن يشهد عام 2025 إقبالًا أكبر .
تشتهر دولة جنوب شرق آسيا بشواطئها الخلابة، ومأكولاتها الشهية، وحياتها الليلية النابضة بالحياة، ومعابدها. لكنها معروفة أيضًا بحشود السيّاح.
على مر السنين، حاولت السلطات التايلاندية معالجة أثر هذه السياحة المفرطة على مناطق الجذب الطبيعية، من خلال إغلاق المنتزهات الوطنية الشهيرة في أوقات محددة من العام لمنحها فرصة للتعافي. ربما يكون خليج مايا الحالة الأكثر تطرفًا، ففي عام 2018، تم إغلاق الخليج الذي اشتهر بفيلم "الشاطئ" طوال عام 2000، أمام السيّاح، وخضع لبرنامج لإعادة تأهيل ضخم، وأعيد فتحه للزوار في عام 2022.
يتذكّر محلّل السياحة غاري باورمان من شركة أبحاث اتجاهات السفر "Check-in Asia" أن "الموارد، وبنية المكان أصبحت مكتظة للغاية.. ما شهدناه سياحة مفرطة خالصة أثرت على جودة المياه، وجودة الشاطئ، والمناظر الطبيعية".
أعيد فتح خليج مايا مع العديد من القيود الإضافية، ويستمر في الإغلاق موسميًا لتخفيف الضغط على نظامه البيئي، وهذا العام كان محظورًا على المسافرين من 1 أغسطس/آب إلى 30 سبتمبر/أيلول.
يعتبر الإغلاق مثالاً على الصراع الذي تواجهه تايلاند. في نهاية المطاف، السياحة ضرورية لاقتصاد البلاد. في العام الماضي، حقّق الزوار قرابة 38 مليار دولار (1.31 تريليون بات) في هذا القطاع، ما ساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي.
ورغم أن الحكومة التايلاندية لا تريد التخلص من السيّاح، إلا أنها تبنت استراتيجيات مختلفة لتشجيع الزوار على زيارة الأماكن الأقل شعبية، ما يخفّف بعض الازدحام في النقاط الساخنة التقليدية مثل بوكيت، وتشيانغ ماي، وكوه ساموي.
وعلّق أوليفييه بونتي، مدير الاستخبارات والتسويق لدى شركة بيانات السفر "فوروارد كيز" قائلًا إن "صناعة السفر في تايلاند تتمتع بفرصة كبيرة للاستفادة من التركيز الأقوى على ممارسات السياحة المستدامة".
وتابع: "لا يتعلق هذا التحول فقط بتقليل الأثر البيئي، بل أيضًا بتعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتحسين رفاهية المجتمع المحلي. من خلال تشجيع الزيارات إلى المناطق الأقل ازدحامًا، واستخدام الأدوات الرقمية لإدارة الوصول إلى الأماكن الشعبية، يمكن لتايلاند التعامل بشكل أفضل مع السياحة المفرطة، وحماية مواردها الطبيعية".
ولفت بونتي إلى أن نان ولامبانغ بين الأماكن التي يسلط الضوء عليهما باستمرار بسبب معالمهما الثقافية الفريدة، بالإضافة إلى أنّ الوجهتين تجذبان المهتمين بالتعمق في تراث تايلاند.
وأشار إلى أنه "وفقًا لبياناتنا، في النصف الأول من عام 2024، زادت الزيارات السياحية الدولية إلى لامبانغ بنسبة 102% مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي. ويدل هذا الاهتمام المتزايد بهذه الجواهر المخفية، ربما على الرغبة بتجارب أكثر أصالة وأقل ازدحامًا".
هل تتطلع إلى تجربة بعض هذه الوجهات الأقل شهرة بنفسك؟ إليك بعض الخيارات التي يمكنك مراعاتها مع دخول تايلاند موسمها الأكثر ازدحامًا في العام.
منطقة شيانغ داو، شيانغ ماي
تقع مدينة شيانغ داو في شمال تايلاند، وتبعد ساعة بالسيارة من مدينة شيانغ ماي، وهي ملاذ مثالي لمن يبحثون عن مناظر جميلة مع جانب من المغامرة.
وتُعتبر موطنًا لـ:
- ثالث أعلى جبل في البلاد،
- ينابيع ساخنة،
- أسواق محلية تقدم منتجات إقليمية مثل منسوجات قبائل التلال، والحرف اليدوية المصنوعة من الخيزران.
تُعتبر مدينة شيانغ داو صغيرة، لكنها تقدم للمسافرين تجربة تايلاندية محلية أصيلة. وتُعد المنطقة وجهة ممتازة للمشي لمسافات طويلة، حيث تقدم الشركات رحلات تستغرق أيام عدة إلى الجبال المحيطة.
أما أشهر مناطق الجذب في المنطقة فهي مجمع كهوف شيانغ داو (تام شيانغ داو)، الذي يتكون من عشرات الكهوف، بعضها مضاء ومزين بتماثيل بوذا.
خانوم، ناخون سي تامارات
تقع مدينة خانوم على الساحل الجنوبي الشرقي لتايلاند في مقاطعة ناخون سي تامارات، وهي مثالية لمن يبحثون عن عطلة مريحة على شواطئ جميلة، وزيارة قرى الصيد، والتمتع بمناظر خلابة.
يمكن للمسافرين أن يتوقعوا رؤية تماثيل الدلافين الوردية حول مدينة خانوم ، ذلك أن رصد الدلافين يُعتبر بين عوامل الجذب الرئيسية هناك، حيث تقدم شركات السفر جولات بالقارب لمن يرغبون بإلقاء نظرة عن قرب على هؤلاء السكان المحليين.
أثناء زيارة مدينة خانوم، يجدر بك تجربة طبق كاو يام، أحد الأطباق الإقليمية. ويعتمد هذا الطبق اللذيذ والملون على الأرز كأساس له ويجمع بين مكونات أخرى مثل الأعشاب، والخضار، وصلصة السمك، والروبيان المجفّف، وجوز الهند، وعصير الليمون الطازج، والفلفل الحار.
كوه كود، ترات
كوه كود، المعروفة أيضًا باسم كوه كوت، هي جزيرة تقع في المنطقة الشرقية بتايلاند بالقرب من الحدود الكمبودية، وتُعتبر "موقعًا لا بد من زيارته" بحسب من يعرفونها.
يبحث المسافرون عن الشواطئ الجميلة، مثل شاطئي كلونغ تشاو وبانغ باو، وهما من أبرز الأماكن، حيث مغامرات الغطس، والمشي لمسافات طويلة، والشلالات، والأجواء الهادئة.
بهدف الوصول إلى هذه الجنة الجميلة بمياه البحر الصافية والشواطئ البيضاء الناعمة، يجب عليك ركوب العبارة أو القارب السريع من رصيف ليم سوك على البر الرئيسي، في مقاطعة ترات، ما لم تكن تقيم في منتجع سونيفا كيري الفاخر، الذي يوفر خدمة النقل الجوي من بانكوك.
نان
وتُعتبر نان وجهة شعبية أخرى محبوبة من قبل السكان التايلانديين ومقصودة من السياح الأجانب.
تستحق هذه المدينة الهادئة في المقاطعة التي تحمل الاسم عينه، زيارتها لليلتين أو ثلاث ليالٍ، وتوفر مغامرات في الهواء الطلق، ومعابد جذابة، ومجموعة لطيفة من أماكن الإقامة والطعام، من بينها كاو كان تشين، وهو طبق تايلاندي شمالي عطري ولذيذ يجمع بين الأرز، واللحم، والتوابل.
تُعد حديقة دوي فو خا الوطنية، حيث يقع السائح على الكهوف، والشلالات، وإطلالات على الجبال والغابات، من أبرز معالم المقاطعة، ما يجعلها وجهة أحلام للمتنزهين والأشخاص الذين يبحثون عن المغامرة.
عندما يتعلق الأمر بالمعابد، فإن وات فومين يُعد الأكثر شهرة في نان، وشيّد منذ أكثر من 400 عام، حيث يتميز بجدارية فريدة استغرق إكمالها أكثر من عقدين من الزمان.
تبعد مدينة لامبانغ، عاصمة مقاطعة لامبانغ، حوالي 90 دقيقة بالسيارة عن وسط مدينة شيانغ ماي في شمال تايلاند.
أثناء التجول في محيط طريق ثالارت جاو، يمكن للسياح رؤية المباني التاريخية، من بينها منزل بان ساو ناك المصنوع من خشب الساج على طراز لانا، الذي بُني في عام 1895، ويشتهر بأعمدته البالغ عددها 116 عمودًا.
يمكن للزوار أيضًا المشي عبر وسط المدينة إلى الجهة الجنوبية من نهر وانغ وعلى طول طريق سري-كيرد لمشاهدة فن الشوارع الذي يحتفل بثقافة المدينة.
في خمسينيات القرن العشرين، افتتح رواد الأعمال في هذه المنطقة العديد من مصانع أدوات المطبخ التي أنتجت أوعية الأرز على شكل ديك، الذي يرمز للحظ السعيد والعمل الجاد. في هذه الأيام، لا يزال بإمكان السياح الاستمتاع بأطباق المعكرونة الساخنة التي يتم تقديمها في أوعية الديك الشهيرة في لامبانع.
كما يُعد معبد وات فرا تات لامبانغ لوانغ مكانًا لا بد من زيارته للمهتمين بالهندسة المعمارية المثيرة للاهتمام والمواقع الدينية. يعود تاريخ هذا المعبد البوذي القديم إلى عام 1476، وهو أحد أقدم الهياكل الخشبية القائمة في تايلاند.