مهرجان الإضاءة في البتراء.. لوحات بصرية ثلاثية الأبعاد تحاكي عبق التاريخ
عمّان، الأردن (CNN) -- انطلق مهرجان الإضاءة في مدينة البتراء الأثرية ليل الأحد في الأردن، بعرض مبهر متعدد اللوحات ليحكي قصصا بصرية مرسومة بتشكيلات ثلاثية الأبعاد في أولى أيام المهرجان الذي يستمر لعشرة أيام.
وعلى مدار نحو ساعتين من العروض الضوئية أمام المعلم الرئيسي في المدينة، أي "الخزنة"، أُعيد سرد تاريخ المدينة النبطية بمجموعة من اللوحات الفنية البصرية بالصوت والصورة، والتشكيلات المستوحاة من تاريخ المدينة وحاضرها.
وأُضيئت الخزنة بلوحات ثلاثية الأبعاد وتقنيات رقمية حديثة شاركت بتنفيذها عدة شركات عالمية.
وتحاكي التصاميم الضوئية الحواس البشرية، وتنقلها إلى عالم متخيّل يمتزج بعبق التاريخ، في حدث فريد من نوعه جمع بين التكنولوجيا الحديثة والعمارة القديمة، من خلال فن الرسم ثلاثي الأبعاد الرقمي.
ورافق زوار المهرجان العرض الموسيقي منذ مدخل السيق الذي يمتد لمسافة 1200 متر قبل الوصول إلى ساحة "الخزنة".
وقال القائمون على سلطة إقليم البتراء التنموي، إن المهرجان سيصبح طقسا سنويا بالتنسيق مع الشركاء لتنويع المنتج السياحي الوطني الأردني، إلى جانب مشاريع أخرى يجري العمل عليها لإطلاقها قريبا مثل البالون الثابت (المنطاد)، و مهرجان قرية البتراء التراثية الذي سيبدأ في مايو/أيار.
وأوضحت لانا السقا المديرة التنفيذية لشركة "أنا الأردن" المنظمة للمهرجان بالتعاون مع سلطة الإقليم لموقع CNN بالعربية، أن الهدف من المهرجان يتمثل بإطلاق موسم سياسي ثالث للبتراء وخلق تجربة سياحية ليلية بتغيير النمط السياحي السائد.
وبينت السقا أن المهرجان جاء بعد دراسة للعديد من المهرجانات الضوئية في العالم على مدار عامين.
وعن صعوبة إقامة المهرجان في الموقع الأثري بما يحافظ على مواصفاته، قال عماد الربضي من شركة "ايفينت تكنولوجي" المشاركة في تنفيذ المهرجان إن إدخال المعدّات للموقع كان تحديا للقائمين عليه، خاصة أن الموقع لاتتوفر فيه أي بنية تحتية لاستقبال هذا النوع من المعدّات.
أما المهندس أندريه صنوبر من شركة "Andrei visuals" المتخصصة في الفن الإبداعي للرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد، فأشار إلى أن الهدف من المهرجان يتمثل أيضًا بتكريم حضارة الأنباط والاحتفاء بها من خلال دعوة الزوار لاكتشافها، موضحًا أن المهرجان يبتعد عن التصورات الشعبية للقصص التاريخية، ليركز على ثقافة الأنباط وطقوسهم.
ويحظى المهرجان بمستوى عالمي بنسخته الأولى من خلال مشاركة مجموعة من الفنانين البصريين المحترفين العالميين.