تنديد واسع داخل المغرب بالتدخل الأمني في حق الأساتذة المتدربين
الرباط، المغرب (CNN)— لا تزال تداعيات التدخل الأمني الذي طال تظاهرات الأساتذة المتدربين أمس الخميس تستمر في المغرب، وذلك بعدما أجمعت الكثير من التنظيمات السياسية والحقوقية على إدانة هذا التدخل، وعلى تعارضه مع الدستور المغربي الذي يمنع المس بالسلامة الجسدية والمعنوية لأي شخص، وذلك في وقت لم يصدر فيه أيّ تعليق رسمي من وزارة الداخلية على ما وقع.
وعلّق وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في حديثه إلى أساتذة متدربين، بأنه لا يمكن لأحد أن يرضى بوجود تجاوز في تفريق التظاهر، محيلًا إلى منشور لوزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، جاء فيه أن التصريح المسبق غير مشترط بالنسبة للتجمهر السلمي الذي لا يخلّ بالأمن العمومي، دون أن يقدم تفاصيل أخرى.
فريق حزب العدالة والتنمية في الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، الحزب الذي يقود الحكومة، اعلن عن نيته طرح سؤال شفوي خلال الأسبوع المقبل على وزير الداخلية، محمد حصاد، وذلك حول أسباب اللجوء إلى العنف لتفريق تظاهرة سلمية ضدَا على مقتضيات الدستور المغربي، كما ندد منتدى الكرامة، وهو هيئة حقوقية مقرّبة من الحزب، بهذا التدخل الأمني، واعتبره "مسًا بالحق في التظاهر السلمي".
ووصفت نبيلة منيب، الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد، وهو حزب معارض، التدخل الأمني بـ"البربري وغير المقبول"، مطالبة على صفحتها الرسمية بفيسبوك بـ"إنصاف الأساتذة المتدربين"، كما شجبته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان لفرعها بمدينة انزكان، متحدثة عن معاينتها لحوالي 50 إصابة بين صفوف الأساتذة المتدربين وكذا الحقوقيين والنقابيين والسياسيين.
التنسيقية الوطنية لطلبة الطب دعت جميع أعضائها إلى حمل شارات سوداء للتضامن مع الأساتذة المتدربين، بينما وصفت حركة اليقظة المواطنية ما وقع بـ"الحملة القمعية التي تسيء إلى المغرب وإلى المسار الحقوقي الذي دشنه وإلى الدستور، ويسائل رئيس الحكومة"، أما جمعية "الشبيبة المدرسية" فقد عبرت عن "امتعاضها من الطريقة المخزنية التي بها تفريق الاحتجاج السلمي"، معلنة أنها ستخوض أشكال احتجاجية رمزية تضامنا مع الأساتذة، وذلك فضلًا عن بيانات لتنظيمات أخرى عديدة.
واستأسد النقاش حول التدخل الأمني في الشبكات الاجتماعية بالمغرب وسط دعوة لتظاهرة وطنية يشارك فيها الجميع، كما تبادل نشطاء هذه المواقع صور ومقاطع فيديو توثق لإصابات بين صفوف الأساتذة المتدربين، لا سيما في مدينة انزكان، بجنوب المغرب، إحدى المدن التي شهدت أمس الخميس احتجاجات للأساتذة المتدربين ضد مرسومين يفصلان التكوين عن التوظيف ويخفضان من قيمة المنحة المادية.
تعرّف أكثر على الموضوع: إصابات بين الأساتذة المتدربين في المغرب عقب تدخل القوات العمومية لتفريق احتجاجاتهم