ثمن البصل في المغرب يصل مستويات قياسية وتراجع واضح في استهلاكه
الرباط، المغرب (CNN)— وصل ثمن البصل في المغرب إلى مستويات قياسية لم يعهدها المغاربة خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ ما بين 13 و15 درهما (1,3 و1,5 دولار) للكيلوغرام الواحد سواء في الأسواق الشعبية أو الأسواق الممتازة، رغم أن الثمن في الأيام العادية كان يتراوح بين 2,5 و5 دراهم، ممّا جعل الكثير من المغاربة يقلّلون من استهلاكه.
وفيما لم تعلن وزارة الفلاحة المغربية عن الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع، عدّد مهنيون التقطت CNN بالعربية آراءهم أسباب غلاء هذه المادة الغذائية الأساسية، ومن ذلك الجفاف والبرودة الشديدة واحتكار بعض الموّردين والتصدير إلى الخارج، كلها عوامل قلّلت من مخزون البصل في البلاد، ورفعته إلى هذه المستويات القياسية.
وقال محمد، وهو واحد بائعي الخضر في مدينة الرباط، إن تأخر التساقطات في الموسم الزراعي الحالي، لم يتح وفرة في السوق، ممّا قلص من كميات البصل الموجودة، زاد من ذلك استمرار تصدير هذه المادة إلى الخارج، خاصة إلى بعض الدول الإفريقية، وذلك حسب قوله.
بينما لفت زميله في العمل إلى وجود بعض الفلاحين الذين استغلوا قلة التساقطات من أجل احتكار هذه المادة وبيعها للوسطاء والتجار بأثمنة مرتفعة، وهو ما انعكس سلبًا على تجار التقسيط، الذين انخفضت نسب بيعهم للبصل، إذ لم يعد المستهلكون يشترون منه الكثير، وصاروا يكتفون بالخضر الأخرى التي لم تشهد أسعارها أيّ تغيير كبير.
وأكد مصدر من داخل أحد الأسواق الممتازة لشبكتنا أن عمليات بيع البصل تراجعت بشكل واضح إلى النصف تقريبًا، مشيرًا إلى أن الزبناء في المكان حيث يعمل صاروا يقتصدون كثيرًا في شراء هذه المادة وغالبًا ما يتوقفون عند نصف كيلو أو كيلو، في وقت اختار فيه صاحب محل للسندويتشات، التقليل ما أمكن من شراء هذه المادة حتى لا يضطر إلى رفع الأسعار، حسب تصريحاته.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اتخذ النقاش بعدًا ساخرًا، ومن ذلك تحوير مقولة "ما تسوا حتى بصلة"، وهي مقولة يطلقونها على شيء رخيص بما مفاده أن قيمته لا تساوي حتى قيمة بصلة، لكن مع الأسعار الجديدة، لم يعد هذا المثل صحيحًا، بينما طالب آخرون بإدخال البصل في البورصة بدل النفط بما أنه صار أغلى منه، فيما كتب آخرون أن موّردي البصل أضحوا "أصحاب الذهب" في المغرب.