نواف عبيد لـCNN: يمكن لترامب القضاء على داعش نهائياً إذا استفاد من دروس السعودية في مكافحة الإرهاب

نشر
7 دقائق قراءة
Drew Angerer - GettyImages/Olivier Douliery - PoolCredit: GettyImages/Olivier Douliery - Drew Angerer

مقال لنواف عبيد، وهو زميل زائر لمشاريع الاستخبارات والدفاع في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة هارفارد. وهو الرئيس التنفيذي لمؤسسة عصام ودلال عبيد. وكان مستشاراً خاصاً للأمير السعودي، تركي الفيصل، ومستشاراً خاصاً للسفير السعودي لدى المملكة المتحدة. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.

محتوى إعلاني

(CNN)-- نظراً لقرار هذا الشهر بإسقاط "أم القنابل" (أقوى قنبلة غير نووية) على معقل لتنظيم "داعش" في أفغانستان، من الواضح أن الولايات المتحدة تعتزم الآن تنفيذ تعهد حملة انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتدمير الجماعة الإرهابية.

محتوى إعلاني

وفي حين تسعى الإدارة الجديدة إلى وضع استراتيجية للقيام بذلك، سيكون من المفيد النظر إلى برنامج مكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية. إذ خلال العقد الماضي، أحبطت هذه الحملة الناجحة عدداً كبيراً من الهجمات الإرهابية المحتملة وأنقذت آلاف الأرواح.

طوّر ولي العهد السعودي وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، برنامج مكافحة الإرهاب السعودي على مدى العقدين الماضيين.

مزيج البرنامج من التكتيكات شبه العسكرية الهجومية والمنظمة التي تعمل بالاقتران مع تحالفات استخباراتية قائمة على التعاون العالمي ومبادرات ابتكارية ضد التطرف، أثبت فعاليته العالية.

محور البرنامج هو فلسفة أن قوة النيران وحدها لا تكفي. يجب على الحكومة كسب المعركة العلنية ضد تفسيرات "داعش" و"القاعدة" الخاطئة للمذهب السني في الإسلام.

وأدى هذا التفكير الاستراتيجي إلى مختلف المبادرات "اللينة" لمكافحة الإرهاب من قبل مختلف الوكالات الحكومية السعودية، بما في ذلك مشروع تم تنفيذه مؤخراً من قبل وزارتي العدل والشؤون الإسلامية في السعودية، حيث يقوم نشطاء بمكافحة الخطابات الإرهابية والتجنيد عبر الإنترنت.

وقد ولّدت هذه الأساليب نهجاً قوياً وذكياً للتعامل مع الإرهاب، يسلط الضوء على الاعتراض الاستباقي للهجمات الإرهابية في المستقبل من قبل قوات الأمن في المملكة. فعلى سبيل المثال، يجري إطلاق برنامج جديد لأمن الحدود يغطي 900 كيلومتر من الحدود الشمالية للمملكة مع العراق لمنع تسلل المقاتلين المنتمين إلى داعش.

وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة السعودية جعلت من دعم داعش والقاعدة جريمة يعاقب عليها القانون، وعرقلة كل الدعم - بما في ذلك التمويل - من داخل المملكة.

وأجبرت هذه الضوابط الصارمة تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة" على التمويل الذاتي من مصادر إيرانية وسورية وعراقية وغيرها من مصادر الخليج. وبالتالي، أصبح استهداف مصادر التمويل هذه هدفاً رئيسياً للبرنامج السعودي لمكافحة الإرهاب.

كما تطور البرنامج ليشمل الجماعات الإرهابية الشيعية التي تتطلع للعمل داخل المملكة. وتعمل هذه الجماعات سراً من البحرين، وتتلقى الدعم والتمويل من إيران.

على سبيل المثال، قامت "كتائب عشتار"، بقيادة رجل الدين البحريني الإرهابي، مرتضى السندي، بتنفيذ هجمات بالقنابل وعمليات إطلاق نار على قوات الشرطة في شرق المملكة.

ورغم وقوع ضحايا، إلا أن القوات السعودية لمكافحة الإرهاب دمرت كلياً أسس ما كان يمكن أن يصبح حركة إرهابية شيعية كبرى مقرها العوامية (وهي قرية تقع في شرق القطيف).

ولا يعتبر الاعتراض الوقائي للهجمات الإرهابية محوراً جوهرياً للبرنامج السعودي فحسب، بل ينبع من التجربة الشخصية لمهندسها، ولي العهد السعودي، الذي نجا من عدد من محاولات الاغتيال منذ أيار / مايو عام 2003.

وشملت المحاولة الثالثة في عام 2009 انتحارياً على صلة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي هذا الهجوم، خبأ عبد الله العسيري قنبلة داخل ملابسه الداخلية.

ويزعم أن عمر فاروق عبد المطلب كان يستخدم نفس النوع من المتفجرات في محاولته إسقاط طائرة تابعة لشركة "نورث ويست" يوم عيد الميلاد في عام 2009.

ربما لأن مؤسسها كان قادراً على استخلاص الكثير من المعرفة المباشرة من الأساليب الإرهابية، تفوقت قوات مكافحة الإرهاب السعودية في استخدام المعلومات الاستخباراتية المكتسبة من الهجمات للحيلولة من وقوعها في المستقبل. إذ على سبيل المثال، خلال العقد الماضي، أحبطت المخابرات السعودية محاولتين انتحاريتين على الأقل استهدفتا تفجير طائرات فوق مراكز حضرية كبرى في الولايات المتحدة وبريطانيا، وبالتالي أنقذت المخابرات السعودية الآلاف من موت محتمل.

إحدى المحاولتين شملت إخفاء متفجرات في حاويات "خرطوشة الحبر" في عام 2010، وأخرى متفجرات مصممة ليتم ارتداؤها ضمن الملابس في عام 2012.

كما سعى السعوديون لبناء التحالفات لتوسيع الحرب على الإرهاب والاستفادة من جميع الفرص الدولية للقضاء على الخلايا الإرهابية أينما كانت مقراتها.

والهدف الأحدث والبعيد المدى لهذا التحالف هو إنشاء التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب.

مع 41 دولة عضواً، إنه التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية في العالم الإسلامي، والذي اتحد بغرض استخدام التدخل العسكري وتكتيكات مكافحة الإرهاب لتدمير الجماعات الإرهابية.

في شباط / فبراير، زار مايك بومبيو، المدير الجديد لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، السعودية، وقدم لولي العهد الأمير محمد بن نايف، جائزة "جورج تينيت" تقديراً لأعماله في مكافحة الإرهاب.

وفي حين تسعى إدارة ترامب لتحديد ما يجب عليها فعله في هذه الحرب المعقدة على الإرهاب، فمن المطمئن أن نرى أن واحدة من مبادراتها الأولى كانت زيارة المملكة وتكريم مؤسس برنامجها لمكافحة الإرهاب الناجح للغاية.

وسيُفيد أمريكا مواصلة العمل مع السعودية في وضع مبادرات صارمة وتعاونية وواسعة النطاق لمكافحة الإرهاب إذا كانت تأمل في الوفاء بوعد ترامب بالقضاء على داعش نهائياً.

نشر
محتوى إعلاني