هل تنسحب أمريكا من معاهدة القوى النووية مع روسيا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن واشنطن باتت قاب قوسين أو أدنى من انسحابها من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى أو ما تعرف بـINF.
وبعد أكثر من 30 عامًا من توقيعها، تقول واشنطن إن روسيا تمارس الغش، بينما تنفي موسكو هذه المزاعم وتدعي بأن الولايات المتحدة هي التي خرقت المعاهدة .
من جهته، قال وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، إنه “يجب على الولايات المتحدة مواجهة الغش الروسي بشأن التزاماتها في الحد من التسلح“، مضيفاً: “إما أن ندفن رؤوسنا في الرمال أو نتخذ إجراءات منطقية رداً على التجاهل الصارخ لروسيا للشروط المعبر عنها في المعاهدة النووية.”
وتقول واشنطن إن النظام الصاروخي الروسي 9M729 يقع ضمن نطاق محظور يتراوح بين 500 و5000 كيلومتر، مشددة على ضرورة “تدميره إذا أرادت روسيا إنقاذ معاهدة الأسلحة النووية.”
من جانب آخر قال الجنرال في الجيش الروسي، ميخائيل ماتفيسفسكي إن روسيا “نفذت ولا تزال تنفذ بدقة متطلبات المعاهدة ولا تسمح بحدوث أي انتهاك.”
المقاتلة الأمريكية "أيه 10" أم الروسية "سوخوي 25".. أيهما أقوى؟
وتم توقيع معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في عام 1987 بين الرئيسين الأمريكي رونالد ريغان والسوفييتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف، بهدف التخلص من الأسلحة النووية ذات المدى المتوسط، وخاصة الأسلحة الفتاكة لأنها لا تحلّق إلا لفترة قصيرة، مما لا يترك للسكان المدنيين الوقت الكافي للبحث عن مأوى.
وتنظر كل من روسيا والولايات المتحدة اليوم إلى المعاهدة على الزمان عفا عليها، لأنها تلزم هذين البلدين فقط في حين أن دولاً غير موقعة مثل الصين حرة في امتلاك أسلحة نووية متوسطة المدى.
في حين تزعم موسكو أنها تريد تحويلها إلى معاهدة متعددة الأطراف لمحاولة إنقاذها، وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده “منفتحة على أي أفكار حول كيفية تحريك الأمور إلى الأمام.”
وتقول موسكو إنه في حال فشل المعاهدة، فقد يؤدي ذلك إلى سباق تسلح جديد ويجعل خطر نشوب نزاع نووي أعلى بكثير، بعد نحو ثلاثة عقود من نهاية الحرب الباردة.