مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون مع تصاعد القومية الهندوسية

نشر
3 دقائق قراءة

فاراناسي، الهند (CNN)-- تتلألأ الشمس على ضفاف نهر الغانج بينما يستحم المصلون الهندوس في مياه النهر المقدس، ويتردد صدى آذان المسلمين للصلاة عبر الهواء المُغبر.

محتوى إعلاني

فاراناسي، هي العاصمة الروحية للهند، مدينة المعابد والآلهة القديمة، وهنا، في المعقل السياسي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، تتصاعد التوترات بين الديانتين.

عندما اختار مودي هذه المدينة المقدسة لتكون دائرته الانتخابية قبل عقد من الزمن، كانت المكان المثالي بالنسبة له للمزج بين طموحات حزبه السياسية والدينية، فبعد صعوده إلى السلطة ووعوده بالتنمية ومكافحة الفساد، أصبح حزب بهاراتيا جاناتا الحزب الحاكم الحالي لجمهورية الهند، متهماً بتحويل الهند الدولة الملتزمة دستورياً بالعلمانية، إلى راشترا الهندوسية أو وطن هندوسي.

وبينما كانت سناء صباح تحتفل بعيد الفطر مع عائلتها في فاراناسي، عبرت عن المخاوف التي نشأت بداخلها بصوت مذعور، وقالت إن اليمين القومي الهندوسي "لم يعد يحاول إخفاء ذلك بعد الآن، وهذا أمر مزعج".

وقال رجل الأعمال البالغ من العمر 33 عاماً: "من المخيف أنه لا يتم الاحتفاء بشخص مثل مودي فحسب، بل يتم تثبيت شرعيته أيضا".

ومع بدء التصويت الآن في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، يُعرب جزء كبير من سكانها المسلمين البالغ عددهم أكثر من 200 مليون نسمة عن خوفهم من احتمال إعادة انتخاب مودي.

 ومع تنافسه على ولاية ثالثة نادرة في السلطة، يدافع عن مقعده في المدينة المتنوعة المزدحمة بحركة المرور والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.7 مليون نسمة.

ومع ذلك، بعد مرور عشر سنوات على صعوده، يشعر العديد من المسلمين في فاراناسي بالإهمال، بل وحتى بالخيانة، وخاصة الآن بعد أن أصبح مسجد عمره قرون من الزمن، نقطة اشتعال في قضية تضع النسيج العلماني في الهند على المحك.

ويشعر الزعيم المسلم المحلي، سيد محمد ياسين، البالغ من العمر 78 عاماً، أن الحكومة تفشل في حماية مجتمعه، ويضيف قائلاً، إنه يشعر بالضعف المتزايد والخوف من جرائم الكراهية في الهند اليوم.

ومن مكتبه في فاراناسي، قال ياسين: "سيحدث الأسوأ (إذا أعيد انتخاب مودي).. نحن نتسامح مع هذه الأشياء، ربما في يوم من الأيام يمكن أن يكون هناك تغيير، ولكننا يائسون".

نشر
محتوى إعلاني