دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعلمت كلمة جديدة اليوم "متعدد العلاقات" أو Heterarchyوتذكرتها وأنا أتعمق في موضوع منتدى "دافوس" هذا العام. ويبدو أنها تعني هياكل متعددة، ومتداخلة، ومترابطة، وتشبيكية. ولكن، هل أنا حقا أتسلق الجبال السويسرية لمعرفة المزيد عن زاوية غامضة في قاموس اللغة الإنجليزية؟
ويتم تعيين الموضوع الرئيسي سنوياً من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي. وهو دائما عبارة عن ألفاظ طنانة من الهراء، ومصممة لتلخيص ما يأمل القيمون التركيز عليه خلال اجتماعاتنا في جبال الألب السويسرية. ويتخذ المنتدى الاقتصادي هذا العام عنوان "إعادة تشكيل العالم: العواقب على المجتمع والسياسة والأعمال."
وغالباً، ما يتم تجاوز موضوع الأزمات والقضايا الملحة والحرائق الاقتصادية، وينسى الجميع قبل وقت طويل كل شيء عن ذلك قبل أن تذوب حبيبات "المارش مالووز" في أول كوب من الشوكولاتة الساخنة.
ولكن فجأة أدركت أنني أنقر كل ذلك على جهازي الـ"أي باد"، ولوحة مفاتيح "بلوتوث"، بينما كنت أحلق على علو 30 ألف قدم، واستخدم "واي فاي" لقراءة تعليق على مدونة كتبها شاب يبلغ من العمر 19 عاماً في بعض الأسواق الناشئة الشرقية.
ولكن لحظة. اعتقدت أن موضوع هذا العام قد يكون لديه استمرارية أقوى. وفي استراحة من التقليد المتعارف عليه، فإنه يمكن أن يكون لديه معنى.
ما يعترف به عنوان المنتدى أنه خلال خمس سنوات من الأزمات حدثت تغيرات هائلة في وقت واحد: الإنترنت الذي بات متوفرا في كل مكان وجد طريقه إلى المجتمعات المغلقة سابقا، وقد انفجرت وسائل الاعلام الاجتماعية، وولدت ثورة في مجال الاتصالات، وظهرت الاقتصادات القوية الجديدة، وأصبح هناك تحول جذري في القوة الاقتصادية باتجاه الشرق.
وفي فترة قصيرة من الزمن، فإن كل الحقائق المقبولة التي وجهتنا الى حد كبير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ذهبت مهب الريح.
وكذلك، مع قرع القبول المشيرة لانتهاء الأزمة المالية الحالية، فإن منتدى "دافوس" هذا العام يفترض حاجتنا إلى التفكير في ماهية الخطوة التالية، وكيف سنتمكن من تحقيقها؟ ويطلب المدعوون إلى المنتدى الاقتصادي العالمي لمناقشة كيف يمكن أن يتخذ المجتمع قرارات مستقبلية في العالم الجديد.
وأعتقد أن المنتدى الاقتصادي العالمي سجل نقطة. وهذا لا يقتصر فقط على الهواتف الذكية، والمدونات وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". ولكن حول اعتماد أساليب مختلفة لعمل كل شيء تقريبا.
إن الآثار المدمرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأزمات في السنوات الخمس الماضية تبدو في كل مكان، وفي بدايتها يظهر المشهد حيث القواعد القديمة لم تعد موجودة، فيما لم تتم حتى الآن كتابة قواعد جديدة.
أما اقتصاديا، فإن العاملين في البنوك المركزية يملكون العالم، فيما يهدد "الجيل الضائع" اجتماعياً بالتماسك.
وعلى الجانب الثقافي، فقد قفزت قضية الخصوصية على رأس جدول الأعمال من البيانات على غرار NSA والتطفل من قبل الحكومات، إلى شركات خاصة مثل "فيسبوك"، و"غوغل" و"ياهو" والتفكير بانه لا بأس من اعتبار أن معلومات الأشخاص تملكها هذه الجهات، وتبيعها على ذلك الأساس .
ويعمل دافوس بشكل أفضل في حالتين واضحتين جدا: في حالة وجود نار مشتعلة واسعة النطاق، حيث يأتي اللاعبون الاقتصاديون ويتضامنون على حلها، (الشرق الأوسط، الكساد العظيم، و أزمات منطقة اليورو)، أو عندما تجري التحولات التكتونية الخطيرة في الاقتصادات والمجتمعات.
وفي كثير من الأحيان، فإن المدعوين إلى المنتدى الاقتصادي العالمي يتناولون المسائل قبل وصولها إلى نقطة الانهيار، لكني لا أعتقد أن هذا سيحدث هذه المرة، إذ نحن لا نملك أي وسيلة لكيفية حل المسائل.
والسؤال هو ما إذا كان المدعوون إلى دافوس يمكن أن يضعوا جدول الأعمال الخاص بهم جانبا لعدة أيام، والجلوس معاً والتفكير جدياً حول نوع العالم الذي نواجهه الآن وبعد ذلك. يجب أن نتساءل عن دور الحكومة، ووسائل الإعلام الاجتماعية، ووسائل الإعلام التقليدية، وبيئة الأعمال. اوذا كان بامكان تلك الجهات القيام بذلك، فإن رحلتنا إلى أعلى الجبل السويسري ستستحق كل هذا العناء.
وبالطبع هذا سيتطلب من كبار المديرين التنفيذيين، ووزراء الحكومات، إلى ممارسة ما يعظون به حقا في الواقع، والتصرف بطريقة متشابكة. وربما ينبغي على المنتدى الاقتصادي العالمي أن يوفر قاموس لجميع المندوبين في حالة انتاب أي من الأشخاص المدعووين الشعور بالشك.
*بقلم ريتشارد كويست، مراسل شبكة CNN الدولية