دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن الطرق والجسور التي شيدت تحضيرا للألعاب الأولمبية في المدينة الروسية سوتشي قد بلغت كلفتها مليارات الدولارات، ولكن الأمر الجيد بحسب القيمين على تلك المشاريع ومنتقديها أن هذه الطرق قد تبقى للأجيال المقبلة. وقال كبير المهندسين بالوكالة والذي أشرف على فريق عمل ضخم لبناء جسر أدلر كراسنايا بوليانا، أندري بانينكوف لشبكة CNN إن "الأنفاق كانت الجزء الأكثر صعوبة، وخصوصا أن جبال القوقاز تتألف من الجبال غير الناضجة،" مضيفاً أن "هذه الجبال لا تتكون من الصخور الكثيفة مثل الغرانيت، إذ هذا الصنف يعتبر لينا وهو عرضة للتحرك."
ويبدو أن هناك أساليب خاصة، قد تصبح بمتناول اليد لدى بناء جسر أو نفق يتألف من 30 كيلومتر ويخترق كتل كبيرة من الصخور اللينة، والتي هي عرضة للتكسر. وحتى يكون الأمر دقيقاً أكثر، فإن المهمة قد تتطلب ستة آلات ضخمة ومعقدة و14 آلة حصادة، والتي تنقل الأنقاض والتربة بعيدا عن الوجهة الجبلية، جنبا إلى جنب مع مختلف أساليب الحفر والتفجير.
أما الطريق السريع والذي يتألف من 25 ميلا ويربط موقع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مع مواقع جبال الألب على ارتفاع حوالي ألفين قدم فوق مستوى المياه، في كراسنايا بوليانا فتضمن العديد من هذه التحديات لفريق من المصممين والمهندسين والبنائين الذين طلب منهم العمل في هذا المشروع.وقد يمكن أن يطلق عليه اسم "أعجوبة تقنية".
ومن خلال العمل مع الخبراء الاستشاريين في ايطاليا واسبانيا وسويسرا، فقد تم بناء جسر يتألف من 37 كيلومتر، متحدياً كل العقبات، لنقل المسافرين من ناحية إلى أخرى بحوالي 30 دقيقة.
أما خط السكة الحديدية الجديدة، والتي أيضا تتضمن العقبات ذاتها، فبنيت بمحاذاة الطريق أيضا.
وتبلغ الكلفة مبلغا كبيرا من المال يقدر بـ 9 مليار دولار، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال،" والتي أدت إلى أن يحتل موضوع كلفة الطريق عناوين الصحف.
من جهة أخرى، كتبت العديد من وسائل الإعلام أن فريق بانينكوف الذي يتألف من 150 شخصا أدى دوراً في البناء، باسم "أغلى الطريق في العالم"، مع قصص ساخرة حول كيفية احتمال أن تكون الكلفة أرخص إذا عبد طريقه بالكافيار بدلا من المواد المستخدمة في البناء.
وطرح الأمر سؤال أكبر حول شفافية الإنفاق في مشروع سوتشي الذي بلغت كلفته 50 مليار دولار، من قبل إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولكن هذا الاتهام يدحضه نائب رئيس السكك الحديدة الروسية وهي الشركة التي أشرفت على البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية للألعاب الأولمبية أوليغ توني، إذا قال إن "لدينا أكثر من 1500 حالة من التفتيش والتدقيق، وفي هذه الظروف من الصعب إخفاء أي شيئ."
وأضاف توني: "لقد بنينا أربع محطات قطار جديدة، والتي ستخدم السكان لعدة أجيال مقبلة."
وتجدر الإشارة إلى أن هناك عشر أجزاء لمشروع بناء السكك الحديدية الروسية في سوتشي: اثنان من محطات الشحن، وتحديث خط السكك الحديدية أدلر وتوابسي القديمة، وبناء أربع محطات جديدة، ومن ثم ربط شبكات النقل، وتحديث مطار سوتشي وبناء محطة قطار.
وبينما اعتبر البعض أن البناء يأتي على أساس الكلفة البيئية. فإن سوتشي هي على مقربة من واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في أوروبا، وهي حقيقة كان رئيس تحرير مدونة سوتشي الكسندر فالوف، معني فيها منذ البداية. وقال فالوف: "أعتقد أن في أي مدينة، يجب أن تشيد الطرق والبنية التحتية بغض النظر عن دورة الالعاب الاولمبية، ولكن يجب إنفاق بعض المال على البيئة لأن الأضرارا التي لحقت بالطبيعة في هذا المجال كانت كبيرة."
ولكن توني، قال إنه كان هناك اهتماما كبيرا في البيئة مع "حلول تقنية خاصة" استخدمت للحفاظ على الأضرار التي لحقت بالحديقة الوطنية بحدها الأدنى.