السلاطعين الزاحفة في الصين..تبدد حلم الحضرية

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
السلاطعين الزاحفة في الصين..تبدد حلم الحضرية
صورة عن المباني الشاهقة في مدينة هونغ كونغ الصينيةCredit: Alex Ogle/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فرضت الخيارات الاستثمارية المحدودة في الصين على العقارات أن تصبح خيارا شعبيا للمستخدمين، الذين يتطلعون إلى توسيع محافظهم الاستثمارية، ما ساهم في زيادة أسعار المساكن لتصل إلى أعلى مستوياتها. ووجد العديد من المحللين أن الأسعار لا يمكن التحكم بها، إذ تعتبر غير مستقرة، ومبالغ فيها في بعض الحالات. 

أما الأشخاص الذين يأملون في شراء العقارات، فيجب أن يتوقعوا أن يدفعوا ثمناً باهظاً لقاء ذلك. وفي الأشهر الأخيرة من العام 2013، زادت أسعار المساكن في المدن الكبرى بحوالي 10 في المائة مقارنة بالعام السابق.

وبدأت الحكومة الصينية بحملة لبناء 36 مليون منزل بأسعار معقولة بحلول العام 2015، وذلك لتهدئة سوق الإسكان. وكانت مدينة نانجيانغ الصينية قد عانت من احتجاجات عدة بسبب ارتفاع أسعار المنازل والعقارات. وأعرب المقيمون في نانجيانغ عن غضبهم مما وصفوه بـ "السرطانات الزاحفة،" وذلك بسبب ارتفاع أسعار المساكن والأراضي.

أما المدينة التي تتسع لثمانية مليون شخص، ورغم سرعة التحضر، إلا أنه لا يوجد منازل تكفي لجميع السكان. ويكمن السبب في نزوح العمال من الضواحي والمناطق الريفية بحثا عن حياة جديدة في الأضواء الساطعة في المدينة. ونتيجة لذلك، زاد الطلب ما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل.

ووفقا لمكتب الإحصاء الوطني في الصين، فإن أسعار المنازل في أكبر المدن شهدت ارتفاعا أكثر حدة. وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فإن أسعار المنازل في العاصمة الصينية بيكين، ومدن من بينها شنغهاي، وشنتشن، زادت بنسبة بين 16 و20 في المائة، مقارنة بالعام السابق. وفي نانجيانغ، زادت الأسعار بنسبة 15.6 في المائة.

وقال بعض الاقتصاديين إن النمو الجامح في هذا القطاع يشكل أكبر تهديد على الاستقرار الاقتصادي في الصين.

من جانبه، أوضح شريك بارز في شركة "تشجيانغ للاستثمارات ما وراء البحر،" شين زوشي أن العديد من المحتجين "فقدوا إيمانهم أو ثقتهم من سيطرة الحكومة على أسعار العقارات".

ولتعزيز إمدادات الأسر ذات الدخل المتوسط، وتهدئة السخط في مدن مثل بكين، فإن الحكومة قد نفذت تدابير تساعد على كبح زيادة أسعار المنازلكما وعدت بكين بفرض عقوبات على الحكومات المحلية للسيطرة على الأسعار.

وللمساعدة في تصحيح اختلال التوازن بين العرض والطلب وتخفيف العبء على المدن الكبرى، والأهم العبء المالي على الصينيين، فإن الحكومة الصينية أنهت بناء أربعة ملايين وحدة سكنية بأسعار معقولة في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، وفقا لوزارة الإسكان و المناطق الحضرية والتنمية الريفية.

وفي نانجيانغ، فقد تم تخصيص أكقر من 90 مشروعا للإسكان منذ العام 2002 وبأسعار معقولة.

وقال كبير المهندسين في مجموعة "نانجيانغ لمباني الإسكان بأسعار معقولة" لي يونغ شو، إن حكومة بلدية نانجيانغ قامت ببناء 9.66 مليون متر مربع، من المساكن بأسعار معقولة.

وينظر الى الحملة لبناء 36 مليون منزل بأسعار معقولة بحلول العام 2015 باعتبارها محور استراتيجية بكين لتهدئة سوق العقارات الملتهب.