نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- إحدى أغنى دول العالم قررت القيام بخطوة وصفتها بمنظمة العفو بأنها "عودة إلى عصور الظلام." سلطنة بروناي قررت الأربعاء اعتماد الشريعة أساسا قانونيا لديها على أن تطبق على مراحل تبدأ المرحلة الأولى منها بعقوبات تتعلق بالحمل خارج الزواج أو الامتناع عن أداء صلاة الجمعة، على أن تصل لاحقا إلى العقوبات الجسدية مثل الجلد والرجم وقطع الأعضاء والإعدام.
خطوة بروناي تأتي في وقت تتعرض فيه الثروة الأساسية للبلاد، والمكونة من النفط، إلى الاستنزاف، وقد تمكن السلطان حسن بلقية من البقاء على رأس السلطة، والاحتفاظ لنفسه أيضا بمناصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والمالية من خلال الطرق المعتادة في الدول النفطية، أي رشوة الشعب عبر الدعم المالي.
فقد بدأ الاقتصاد في الانكماش للمرة الأولى منذ عقود، وفقا لبنك التنمية الأسيوي، وتشير التوقعات إلى أنه في العام 2035 سينخفض الإنتاج من النفط والغاز بواقع النصف، وبالتالي فهناك قوى غير دينية تقف القرار.
سيكون على الجميع ترقب كيفية تطبيق الشريعة في البلاد التي ليست بمفردها على هذا الصعيد، فهناك تطبيق متشدد في عدد من الدول، وبينها باكستان والمالديف، ويقول نواه فيدلمن في مقال له يعود إلى عام 2008 بصحيفة نيويورك تايمز إن الدول الإسلامية فيها ترحيب عام بين السكان بالشريعة وأحكامها، رغم ما تثيره الكلمة من قلق في الغرب.
أما أسباب تأييد الشريعة فتعود إلى كونها تشكل هوية متميزة لتلك الدول من جهة، كما أنها كانت خطوة متقدمة مقارنة بوحشية الأنظمة الديكتاتورية، ولذلك عندما عاش العرب في سوريا ومصر تحت حكم طغمة عسكرية على النمط الغربي مثل الرئيس الأسبق حسني مبارك وأسرة الأسد، تولد لديهم التصور بأن البديل موجود في تاريخهم.
ويقول فيلدمان إنه في خضم الانتقادات الموجهة للشريعة ينسى البعض أنها نظام قضائي يتضمن معايير عالية المستوى، فجريمة الزنا لا تتأكد إلا بأربعة شهود أو باعتراف المذنب أربع مرات، كما أن الغرب ينسى أن الأنظمة القضائية الغربية فيها أيضا أحكام قاسية، مثل السجن لمدى الحياة على جرائم بسيطة تتعلق بالمخدرات أو أحكام الإعدام.