دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون منطقة فاروشا المهجورة في مدينة فاماغوستا القديمة، والتي أصبحت بمثابة أرض متروكة بلا بشر بين الجنوب والشمال، من بين المناطق الأكثر تأثراً نتيجة انقسام جزيرة قبرص إلى قسمين في العام 1974.
وتم مواجهة الانقلاب المدعوم من الحكومة اليونانية باجتياح عسكري تركي، ما أدى إلى تقسيم البلاد بين أغلبية سكانية تركية في الشمال، وأغلبية قبرصية يونانية في الجنوب.
أما المنطقة التي يسيطر عليها الجيش التركي، والتي تعج بالشواطئ اللامعة والمجمعات السكنية فتبقى خارج حدود الأفراد غير العسكريين.
وفي ذروة ازدهارها، بلغ عدد السياح في منقطة فاروشا 25 ألف سائح، فضلاً عن تشغيل 12 ألف غرفة فندقية، واستقطاب الزوار من أوروبا، والشرق الأوسط.
أما في يومنا الحالي، فيبدو كل ذلك فارغاً وفي حالة يرثى لها.
وقال رئيس البلدية فاماغوستا القبرصي التركي أوكتاي كايلاب إن المنطقة "كانت واحدة من المراكز السياحية الأهم على البحر الأبيض المتوسط،" مضيفاً أن "فاروشا كانت تعتبر منطقة فاخرة جدا، ولكن حاليا، فإنها ليست للقبارصة اليونانيين أو الأتراك."
وتأمل مجموعة من المواطنين في المنقى من أبناء منطقة فاماغوستا وفاروشا بتغيير ذلك الأمر.
وأسست مخرجة الأفلام فاسيا ماركيدز والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، بعدما أجبرتها والدتها القبرصية اليونانية على مغادرة فاروشا، مشروع المدينة البيئية في فاماغوستا. ويشجع هذا المشروع مواطنين تابعين إلى الجزئين التركي القبرصي والقبرصي اليوناني.
ويتمثل هدذ هذه المجموعة بإعادة بناء المدينة و تحويلها إلى منتجع ثقافي واقتصادي وبيئي ووجهة للسياحة المستدامة، والتي يمكن أن تعتمد محاصيلها الغذائية ومصادر الطاقة المتجددة الخاصة بها.
ورغم من أن الفكرة لا تزال في مراحلها المبكرة، إلا أن مشروع ماركيدس تم تشجيعه من قبل اليونانيين والقبارصة الأتراك.
وتعهد كايلاب ورئيس البلدية القبرصي اليوناني في المنفى الكسيس غالانوس على العمل معا نحو بناء مدينة المستقبل في فاماغوستا، وشكل الإثنان لجنة مشتركة لهذا الغرض في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي.
وتعتقد ماركيدس أن المشروع الجديد يمكن أن يساعد في تحريك الاقتصاد المحلي بعد الصعوبات التي مر بها في السنوات الأخيرة.
وقالت ماركيدس إن "المدينة البيئية قد تشكل دفعة اقتصادية جيدة للجزيرة، إذ ستجلب نوعاً جديداً من السياحة المرتفعة القيمة والسياحة البيئية والتي لم تكن موجودة قبل 40 عاماً."
وتم تجنيد عدد من الخبراء الفنيين حالياً، للعمل على تنفيذ المشروع.
وقال المتخصص في مجال العمارة المستدامة البروفيسور جان وامبلر إنه بمساعدة طلاب الدراسات العليا في جامعة جنوب فلوريدا أكملوا تصميم "المرحلة الأولى" لانشاء المدينة البيئية.
وأوضح وامبلر: "أنا متفائل للغاية"، مضيفاً: "لا يمكن أن نسمح بوجود ما يسمى بمدن الأشباح في عالمنا، وأن تبقى هذه المدن شاغرة تماماً لفترة 40 عاماً." ولفت وامبلر إلى أن المشروع يشكل فرصة ذهبية، إذ ستشكل المدينة نموذجاً مثالياً لمدن المستقبل.
من جانبه، أشار خبير الطاقة جورج لوردوس إلى أن "مبادئ السلام والاستدامة ستشكل المبادئ الأساسية لمشروع المدينة البيئية."
وفي الوقت الراهن، لا تزال فاروشا منقطعة عن العالم الخارجي من قبل الحراس المسلحين وتفصلها عن االمناطق المحيطة بها أميال من الأسوار والأسلاك الشائكة.