دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الغريب أن يصف الرئيس التنفيذي لشركة طيران دولية كبرى بعبارة "عدم الإرتياح" الشعور الذي يطغى على نصف الركاب الذين يسافرون على متن طائرات الشركة. وقد يرى البعض أن شركات الطيران تعاني من مشكلة في العلاقات العامة.
ولكن، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية "إير فرانس-كاي أل أم" ألكسندر دو جونياك قد عنى بتلك العبارة المعنى الفلسفي للكلمة، ومفاده عدم شعور الأشخاص بالإستقرار لدى الجلوس على متن طائراته، حتى إذا تم إضافة مساحات صغيرة تسمح إليهم بالتخلص من شعورهم بالإنزعاج الميتافيزيقي.
وقال دو جونياك "إذا أعطيتهم مساحة أكبر (للركاب) يمكن أن يمدهم ذلك بشعور أكبر من السعادة، ولكن ذلك لن يغير من شعورهم بعدم الارتياح في الجو" وذلك خلال تحدثه مع إحدى مقدمي البرامج في شبكة CNN ريتشارد كويست في اجتماع الجمعية العامة لاتحاد النقل الجوي مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة.
وقد يعتقد العديد من المسافرين على متن الدرجة السياحية في شركات الطيران، أن ما يقصده دو جونياك يتمثل بمفهوم السفر غير المريح، والمزعج.
وتعزز من هذا الشعور بعض الأبحاث التي أجريت مؤخرا من قبل شركة العلاقات العامة الأمريكية "كيتشوم." وصنفت الأبحاث الصيت العام لصناعة الطيران في الولايات المتحدة بأنه يأتي بعد العمل في المصارف والحكومة وشركات تجارة التبغ فيما يرتبط بالإيجابية. وهناك 42 في المائة من الأشخاص لديهم نظرة سلبية عن الطيران، فيما 61 في المائة من الأشخاص لديهم تصور ايجابي لمفهوم السفر وسياحة الأعمال.
وفي سوق شركات الطيران الذي يتسم بالمنافسة الشديدة، فإن بعض شركات الطيران لديها صيت أفضل مقارنة بشركات طيران أخرى، وذلك من خلال قوة العلامة التجارية والتجارب الجيدة للعملاء.
وقال المدير التنفيذي للخطوط الجوية النيوزيلندية كريستوفر لوكسون إن "سوق الطيران لا يركز على العملاء بل على العمليات" مضيفاً: "لدينا بعض الميزات للتخفيف من السفر لمسافات طويلة، مثل المقاعد المريحة ولكن معدل الابتكار منخفض جدا في سوق الطيران."
ويوجد العديد من الابتكارات في سوق صناعة الطيران ومن بينها مقصورات الدرجة الأولى، ولكن، هكل هذه تعتبر بعيدة عن التجربة التي يعيشها غالبية المسافرين.
وأوضح دو جونياك أن "التجربة هي المفتاح وهي العامل الأساسي التي يفتقر إليه."
ورغم أن المسافرين بات بإمكانهم حجز تذكرة على شبكة الانترنت على طول الطريق وصولاً إلى وجهتهم، إلا أن بعض الأمور الأخرى ما تزال خارجة عن السيطرة مثل الطوابير الطويلة للركاب وبعض المطارات المجهزة بشكل سيئ.
ويطرح البعض الأسئلة حول ما إذا كانت هذه الصناعة يجب أن تعزز من صورتها أمام العامة من الناس.
وأكد كبار الباحثين في جامعة أوكسفورد روينا أوليجاريو أن "سمعة شركات الطيران في أمريكا تعتبر سيئة بشكل خاص، ولكن في أماكن أخرى من العالم ينظر إليها على أنها جيدة جدا وبمثابة تجربة طموحة".