لندن، إنجلترا (CNN) -- ارتفعت أسعار النفط عالميا على وقع سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق شمالي العراق، رغم عدم تأثر صادرات العراق من النفط على خلفية تلك التطورات التي تنظر أمريكا في عدة خيارات للتعامل معها.
ويقول خبراء اقتصاديون إن ارتفاع أسعار النفط بواقع 4 في المائة، منذ 6 يونيو/حزيران الجاري، حيث قفز برميل النفط، إلى 107 دولار، لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول عام2013، مدفوعا بمخاوف من التأثير المستقبلي لتطورات العراق، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على المادة الحيوية.
وسيطرت مليشيات "داعش"، التي تسعي لإقامة دولة إسلامية، على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، الثلاثاء، وتزحف باتجاه العاصمة بغداد.
وأوقفت هجمات التنظيم بالفعل تصدير النفط من حقول النفط الشمالية بالعراق مطلع مارس/أذار الماضي، إلا أن التهديد الذي قد تمثله على عمليات التصدير جنوب العراق – قلب صناعة النفط بالبلاد، هو ما يقلق أسواق النفط.
وشرحت أمريتا سين، كبير المحللين المختصين بشؤون النفط بشركة "أنرجي أسبكت: "الدافع (لارتفاع الأسعار) هو ماذا لو وصولوا إلى الجنوب، حيث ينتج ويصدر معظم الجانب الأكبر من النفط العراق، وماذا لو حدث ارتباكا هناك."
وأضافت في حديث لـCNN: "موسميا نحن نقترب من فترة ذروة الطلب، ندرك بأن ليبيا خارج خط الإنتاج ، ولذلك قوة الدفع بإتجا الأعلى في أسعار النفط الحالية."
وعادة ما ترتفع أسعار النفط في أمريكا والغرب مع بدء موسم العطلات الصيفية، وتعزيز المصافي مخزونها من غاز التدفئة استعداد للشتاء.
وتراجع إنتاج ليبيا من النفط من نحو 1.4 مليون برميل نفط باليوم إلى قرابة 100 ألف برميل يوميا، مع سيطرة متمردين على حقول ومواني التصدير.
والعراق، الذي يحتوي رابع أكبر مخزون للنفط في العالم، يعتبر ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة "الأوبك" بإنتاج 3.3 مليون برميل يوميا، تم تصدير 2.5 مليون برميل منها في إبريل/نيسان الفائت.
وساهم رفع دول من خارج "الأوبك" كالولايات المتحدة، من إنتاجها للذهب الأسود، بجانب زيادة الناتج السعودي، والطلب العالمي المتواضع على المادة الحيوية، في تعويض النقص الناجم عن تراجع الإنتاج في ليبيوا العراق، ما ساهم في استقرار الأسعار.