عمان، الأردن (CNN) -- قالت دراسة بحثية أردنية حول المصارف الإسلامية إن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم لم تُظهر بوضوح ضعف النظام الرأسمالي فحسب، بل شهدت انهيار النظريات المالية الرأسمالية الواحدة تلو الأخرى، مضيفة أن الدليل على قوة النظام المالي الإسلامي يظهر في تحول دول غربية إلى مراكز لذلك النوع من التمويل.
وقالت ملك غانم، المستشارة لدى هيئة الأوراق المالية الأردنية، في دراسة قدمتها إلى مؤتمر المصارف الإسلامية الذي عقدته جامعة الأردن قبل أيام، إن العالم "مر العالم بأزمات مالية واقتصادية عديدة عبر العصور، وقد شهدنا آخرها التي بدأت آثارها تظهر بوضوح عام 2008 تلك الأزمة التي عصفت بالاقتصاد العالمي وانهارت أمامها أكبر النظريات الاقتصادية والمالية."
واعتبرت غانم أن تلك الأزمة "وضعت النظام الرأسمالي كنظام مالي عالمي على المحك وأثارت حوله العديد من التساؤلات كلها تدور في فلك مدى صلاحية هكذا نظام بعدما انهارت النظريات المالية الرأسمالية الواحدة تلو الأخرى وقد يكون التعبير أكثر دقه لو قلنا إن تلك الأزمة أظهرت بوضوح مواطن ضعف النظام الرأسمالي
وعرضت غانم لأقوال بعض اقتصاديي الغرب بخصوص العمل المصرفي الإسلامي والأزمة المالية العالمية الأخيرة، وقالت إن رئيس تحرير مجلة " تشالنجز"، بوفيس فانسون، قال معلقا على الأزمة المالية: "إننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن الكريم بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث في مصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هنا لأن النقود لا تولد نقوداً.
وتضيف غانم أن رئيس تحرير صحيفة "لوجورنارل دي فينانس"، رولان لاسكين فقد نادى بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد للأزمة المالية التي تمر بها أسواق العالم، وأشارت إلى أن مجلس الشيوخ الفرنسي دعا إلى ضم النظام المصرفي الإسلامي للنظام المصرفي في فرنسا وقال في تقرير أعدته لجنة تعنى بالشؤون المالية في المجلس أن النظام الإسلامي المستمد من الشريعة الإسلامية مريح للجميع مسلمين وغير مسلمين."
ولفتت غانم إلى أن كل ما يجري في العالم حالياً يؤكد فشل المصارف التقليدية على حماية نفسها، كما ويؤكد على قدرة المصارف الإسلامية من القيام بدور كبير في الاقتصاد العالمي، وليس أدل على ذلك من حجم النجاحات التي حققتها المصارف الإسلامية قياساً مع قصر مسيرة تلك المصارف مقارنةً بالمصارف التقليدية وسرعة انتشار المصارف الإسلامية في العالم وتنامي حجم أعمالها حتى أصبحت دول الغرب هي مركزاً للعمل المصرفي الإسلامي.