"الصكوك الخضراء".. حلول تمويلية إسلامية تزاوج بين "مقاصد الشريعة" وإنقاذ كوكب الأرض

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة
"الصكوك الخضراء".. حلول تمويلية إسلامية تزاوج بين "مقاصد الشريعة" وإنقاذ كوكب الأرض
Credit: afp/getty images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت وكالة مختصة بالتصنيف الائتماني للمنتجات المالية الإسلامية إن ما يعرف بـ"الصكوك الإسلامية الخضراء" تشهد انتشارا واسعا، وذلك بفضل زيادة الوعي بأهمية أدوات التمويل الإسلامي من جهة، وبأهمية البيئة من جهة أخرى، إذ أن أموالها غالبا ما تُخصص لمشاريع صديقة للبيئة لتوفير بنية تحتية أو طاقة نظيفة.

وقالت وكالة RAM الماليزية التي تهتم بتصنيف المنتجات المالية الإسلامية، إن هناك "الكثير من الفرص" على صعيد "الصكوك الخضراء" التي أشارت إلى أن استخدامها يساعد على جمع رأس المال الضروري من أجل التنمية المستدامة، مضيفة أن تلك الصكوك ستلعب دورا كبيرا في تمويل الاقتصاديات المعتمدة على الطاقة المتجددة أو التي تلتزم بخفض نسب انبعاث الكربون.

وتحمل الصكوك اسمها من طبيعتها الفريدة، إذ أنها متوافقة مع الشريعة من جهة، وتصدر لأجل أهداف مرتبطة بحماية البيئة من جهة ثانية، وقال الإداري بالشركة، زكريا عثمان، في مؤتمر حول الاقتصاد الإسلامي بالعاصمة الماليزية، كوالالمبور، إن الطلب يتزايد من قبل المستثمرين في الصكوك على الإصدارات الصديقة للبيئة، وفقا لدراسة قدمتها الوكالة واطلعت عليها CNN بالعربية.

وظهرت فكرة "الصكوك الخضراء" للمرة الأولى في فرنسا عام 2012، ومنذ ذلك الحين جذبت الكثير من الانتباه، إذ سبق للبنك الإسلامي للتنمية أن ساهم بمبالغ كبيرة في قطاعات الطاقة النظيفة، وصلت إلى مليار دولار، في بلدان على رأسها المغرب وباكستان ومصر وتونس وسوريا، أما ماليزيا فشهدت لأول مرة إصدارا مماثلا مطلع عام 2013، ضمن حزمة واسعة من "الصكوك" الإسلامية بلغت 1.5 مليار دولار.

ورجح عثمان ألا يقتصر نمو تلك السندات على الأسواق الإسلامية، بل توقع أن يمتد إلى الأسواق في الدول المتقدمة غير الإسلامية، والتي فيها اهتمام كبير بالقضايا البيئية والمعايير التنموية الأخلاقية، معتبرا أن القرآن يحض بدوره على حسن تدبير الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، ما يجعل من "الصكوك الخضراء" منسجمة مع "مقاصد الشريعة" عبر تحقيق هدف تجاري بالتزامن مع تلبية متطلبات اجتماعية.

من جانبه، لفت فو سي يان، المدير التنفيذي لـRAM إلى أن وجود تحديات قد تعترض مسيرة "الصكوك الخضراء"، بينها التأكد من قيام المستثمرين المصدرين لتلك الصكوك بتوظيف الأموال الناتجة عنها في مشاريع متوافقة مع القيم الاقتصادية التنموية، إلى جانب زيادة الشفافية في السوق.

وكانت تقارير صحفية بريطانية قد رجحت أن تقوم لندن بتوظيف صكوكها الإسلامية البالغ قيمتها 200 مليون دولار، في مشاريع مماثلة تتعلق بتنمية البنية التحتية وإنتاج الطاقة النظيفة.