صنعاء، اليمن (CNN)- في الوقت الذي نفت فيه السلطات اليمنية وجود أي مفاوضات مع شركة "كنديان نكسن"، على خلفية قضية التلوث البيئي المتهمة فيها الشركة، والتي أُحيلت إلى القضاء الدولي، تعرض أنبوب لنقل النفط في شمال البلاد، لتفجير من قبل مسلحين قبليين.
وقال مسؤول محلي، طلب من CNN بالعربية عدم الإفصاح عن هويته، إن مسلحين من "آل عوشان" قاموا بتفجير الخط النفطي عند "الكيلو 29" في منطقة "الدماشقة"، في "وادي عبيدة"، بمحافظة مأرب شمالي اليمن.
وبحسب المسؤول اليمني فإن "آل عوشان" يطالبون السلطات الحكومية بالإفراج عن سبعة من أتباعهم، محتجزين في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، كما يطالبون بإيضاحات حول ظروف احتجازهم، وتقديمهم للمحاكمة، حال ثبوت إدانتهم.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه السلطات في صنعاء أزمة سياسية، بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وخروج جماعة "أنصار الله"، التي يتزعمها عبدالملك الحوثي، في احتجاجات لذات الخصوص.
وأعلن اليمن، الذي يتراوح إنتاجه من النفط بين 280 و300 ألف برميل يومياً، بعد أن كان يزيد على 400 ألف برميل في سنوات سابقة، أنه خسر خلال الربع الأول من العام الجاري 2014، نحو 3.3 مليون برميل جراء التفجيرات المستمرة التي تطال أنابيب النفط، وهو ما تسبب في تراجع عائدات الدولة من الصادرات النفطية.
وبحسب إحصاءات رسمية، بلغت الخسائر بسبب عمليات تفجير أنابيب ضخ النفط في محافظتي مأرب وشبوة، والتي يقف وراءها مسلحون يطالبون السلطات بأمور مختلفة، منها الإفراج عن محتجزين لديها، أو فدية مالية، خلال السنوات الثلاثة الماضية، 4.75 مليار دولار.
وسجلت إيرادات اليمن من صادرات النفط انخفاضاً حاداً غير مسبوقٍاً، وصل إلى 44.17 مليون دولار، خلال الربع الأول من العام الجاري، حتى نهاية مارس/ آذار الماضي، بانخفاض بلغت نسبته 80 في المائة عن الفترة المقابلة من العام السابق.
واستورد اليمن مشتقات بترولية بنحو 975 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، لتعويض الفاقد في الإنتاج المحلي.
في سياق متصل، أكد مصدر مسؤول بوزارة النفط والمعادن الاثنين، أن قضية التلوث البيئي مع شركة "كنديان نكسن" أمام القضاء الدولي، ولا يوجد أي تفاوض مع الشركة.
وأوضح أن قضية التلوث البيئي المترتب عن نشاط المشغل السابق للقطاع 14 (نكسن) قد أحيل للقضاء قبل أكثر من عامين للتحكيم فيه، بعد رفض الشركة التوصل لتعويض عن الآثار البيئية الناتجة عن نشاط الشركة في ذلك الوقت.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية في اليمن عن المصدر قوله إن "إجراءات التحكيم مستمرة، ولا يوجد أي تفاوض في هذا الشأن، بين الوزارة والشركة، والقضية مرفوعة أمام القضاء."
تأتي تصريحات مسئول وزارة النفط بعد يوم واحد من تحذيرات أطلقها "حلف قبائل حضرموت" من خطورة ما وصفها بـ"صفقة خبيثة بين الجهات الرسمية في اليمن، وشركة كنديان نكسن، قد تدفع أبناء حضرموت إلى الشرب من البحر."
وبحسب تقرير لـ"نقابة عمال المسيلة"، فإن عدداً من آبار النفط في قطاع 14، المشغل من قبل شركة "نكسن"، لم يتم إغلاقها، وكما أن بعضها خارج من الخدمة، ما أثر على طبقات المياه، واحتمال وقوع تلوث بيئي يؤدي إلى تدمير مخزون المياه الجوفية في حضرموت، والذي يُعد أكبر مخزون للمياه العذبة في اليمن.