مسؤولة بريطانية: صكوك إسلامية جديدة قريبا و6600 منزل تُشيد بتمويل إسلامي.. ولتحكموا علينا بالأفعال

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير مصطفى العرب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت أندريا ليدسوم وزيرة الدولة بوزارة الخزانة البريطانية، إن بلادها تعتزم خلال الأشهر المقبلة القيام بثلاث خطوات كبيرة على صعيد التمويل الإسلامي، بينها طرح صكوك لهيئة حكومية لتمويل صفقة بيع لطائرات إيرباص، وكذلك تشجيع المصارف الإسلامية على تمويل مشاريع عقارية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية، مؤكدة أن بريطانيا تدعو الناس إلى الحكم عليها بالأفعال، لأنها جادة بالعمل على الاقتصاد الإسلامي.

مواقف ليدسوم جاءت في كلمة ألقتها أمام منتدى الاقتصاد الإسلامي في دبي الثلاثاء، والذي حضرته CNN بالعربية، وأكدت خلالها أن التطورات الاقتصادية العالمية تحصل حاليا في المراكز البعيدة عن العواصم التقليدية للاقتصاد في أوروبا وأمريكا، وفي مقدمة تلك التطورات ما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي الذي توقعت أن تتجاوز أصوله التمويلية الترليوني دولار العام الحالي.

وتوجهت ليدسوم إلى ممثلي الدول العربية والإسلامية الحاضرين في المؤتمر بالقول: "بريطانيا ليست بتنافس معكم، بل نريد العمل لتطوير هذا الاقتصاد وتعزيز دورنا له كمركز له بالغرب، ولندن لديها فرصة لإثبات ذلك.. عليكم الحكم علينا من تصرفاتنا، فقد قمنا بالعديد من الخطوات لتعزيز موقع الاقتصاد الإسلامي وأسسنا مؤشرا إسلاميا ببورصة لندن ونحن نفعل ذلك لأننا نؤمن بأهمية هذا الاقتصاد، وقد أصدرنا صكوكا إسلامية، وكنا أول دولة غربية تفعل ذلك."

وكشفت ليدسوم عن ثلاثة أمور تعتزم الحكومة البريطانية السير بها خلال الأشهر القليلة المقبلة قائلة: "الخطوة الأولى التي نرتقبها مطلع العام المقبل هي دخول هيئة تمويل الصادرات البريطانية – وهي هيئة حكومية توفر التمويل لعمليات تصدير البضائع البريطانية - إلى سوق الصكوك."

وأضافت: "منذ الأزمة المالية العالمية قامت هذه الهيئة بتقديم منتجات مضمونة مائة بالمائة للشركات التي تقوم بشراء طائرات إيرباص ومحركات رولز رويس، وبالتالي فإن قيامها بإصدار صكوك إسلامية مضمونة هي خطوة طبيعية، وتتوقع بريطانيا طرح هذه الصكوك مطلع العام المقبل لتمويل متطلبات جهة تعتزم شراء طائرات إيرباص، ونعتبرها خطوة كبيرة نظرا لعدد شركات الطيران بالعالم الإسلامي" معربة عن أملها بإمكانية توسيع نطاق هذه الصكوك لتشمل مشترين آخرين للطائرات.

أما الخطوة الثانية فحددتها ليدسوم بقطاعي الإسكان والبنية التحتية قائلة: "شهدت السوق البريطانية خلال السنوات الماضية مشاريع كبيرة تمول كليا أو جزئيا بالوسائل الإسلامية، ومثال على ذلك استثمار شركة ديار القطرية بمشروع بثكنات تشيلسي، وهو أكبر استثمار إسلامي من نوعه في أوروبا، ونعتقد أن البنية التحتية ستكون المجال الرئيسي الذي تعتزم بريطانيا جذب الاستثمارات إليه بالفترة المقبلة.. في الواقع هناك 6600 وحدة سكنية تشيّد حاليا في بريطانيا باستثمار من بنك غيت هاوس الإسلامي."

وبالنسبة للأمر الثالث الذي أعلنته ليدسوم فيتعلق بسعي البنك المركزي البريطاني العام المقبل العمل على وضع تسهيلات متوافقة مع الشريعة، نظرا لإدراكه بالمشاكل التي تعترض المصارف الإسلامية في تطبيق المعايير المطلوبة على صعيد إدارة السيولة بسبب قوانينها التي تحظر التعامل بالفائدة المصرفية، ولكنه توقعت أن تستغرق تلك العملية بعض الوقت.