لماذا تسعى حكومات دول أجنبية للاستحواذ على سوق الاستثمارات العقارية في لندن؟

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة
لماذا تسعى حكومات دول أجنبية للاستحواذ على سوق الاستثمارات العقارية في لندن؟
Credit: Miles Willis/Getty Images for Twentieth Century Fox

لندن، بريطانيا (CNN)- بفضل إقبال شركات، غالبيتها مملوكة لحكومات أجنبية، على الاستثمار بالقطاع العقاري في لندن، جذبت العاصمة البريطانية مبالغ هائلة من رؤوس الأموال، بلغت أربعة أضعاف ما حققته مدينة نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتمكنت صناديق سيادية، تدير الاستثمارات في أموال حكومية، من تحقيق استثمارات في القطاع العقاري بالعاصمة البريطانية، خلال العام الماضي، بلغت قمتها نحو 8.9 مليار دولار.

وكشف بحث أجرته شركة "ريال كابيتال للتحليلات"، وهي شركة متخصصة في مجال البحوث العقارية، أن لندن وحدها كان من نصيبها حوالي 44 في المائة من حجم الاستثمارات الأجنبية، التي تديرها صناديق سيادية.

وجاءت قطر في مقدمة قائمة الدول الأجنبية التي تمتلك استثمارات عقارية في العاصمة البريطانية، بالإضافة إلى الكويت، ثم الصين والنرويج، اللتين لا تبعدان كثيراً عن صدارة القائمة.

ويمتلك صندوق الثروة السيادية القطري عدداً من من معالم لندن الأكثر شهرة، بما في ذلك أطول مبنى تابع للاتحاد الأوروبي، و"شارد"، و"متجر هارودز"، والقرية الأولمبية، حيث بلغ إجمالي استثمارات الدولة الخليجية النفطية في عقارات لندن، خلال السنوات الثلاثة الماضية، حوالي 6.3 مليار دولار.

كما أن الصين أظهرت هي الأخرى إقبالاً على الاستثمار في القطاع العقاري بالعاصمة البريطانية، حيث استثمرت نحو 1.2 مليار دولار، لتطوير مشروع "تشيسويك بارك"، والذي يضم مقرات لمكاتب عدد من الشركات متعددة الجنسيات، مثل "ديسكفري"، و"ستاربكس"، و"بارامونت."

أما الكويت فقد بلغ إجمالي استثماراتها في السوق العقارية بلندن، 2.7 مليار دولار، في مشروع تطوير عقاري يمتد على مساحة حوالي 13 هكتار، على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، يتضمن مبنى على "شكل بصلي"، يضم المقر الرئيسي لعمدة لندن، بوريس جونسون.

وكذلك النرويج، فقد اشترت حصة في مشروع "بولين إيستيت" للتطوير العقاري، الذي يمتد لنحو 400 عام، ويقع في قلب منطقة "مايفير" الراقية، ويُعد موطناً لأشخاص مثل رالف لورين، وشوبارد، كما استثمرت النرويج نحو 544 مليون دولار لتطوير "كنيسة إنجلترا"، بنسبة تصل إلى 57.8 في المائة.

وفي تعليق له على نتائج البحث، قال سايمون مالينسون، العضو المنتدب في "ريال كابيتال"، إن "لندن تشكل أكبر سوق عقارات يشهد تدفقات مالية في أوروبا."

وجاءت منطقة "مانهاتن" في الولايات المتحدة، في المرتبة الثانية، بفارق كبير لندن، حيث بلغ حجم الاستثمارات العقارية بها، والمملوكة لحكومات أجنبية، حوالي 2.3 مليار دولار، تلتها لوس أنجلوس بإجمالي استثمارات بلغت 1.5 مليار دولار.