محافظ المركزي البحريني: محور القوة ينتقل من الغرب للشرق.. والتمويل الإسلامي بديل جدي للعالم

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
محافظ المركزي البحريني: محور القوة ينتقل من الغرب للشرق.. والتمويل الإسلامي بديل جدي للعالم
Credit: afp/getty images

المنامة، البحرين (CNN) -- قال محافظ البنك المركزي البحريني، رشيد المعراج، إن العالم يمر بتحول جذري مع انتقال محور القوة فيه من الغرب إلى الشرق، مضيفا أن الخبراء يصفون القرن الحالي بأنه "قرن آسيا" التي تضم العدد الأكبر من المسلمين بالعالم، مشيرا إلى أن المصرفية الإسلامية لديها القدرة على التحول لبديل عالمي بعد التعثر الذي أصاب العالم بالأزمة الاقتصادية الأخيرة.

وقال المعراج، في كلمة له بمنتدى "بوابة الاستثمار الإسلامي" المقام بالعاصمة البحرينية، إن أخلاقيات العمل المصرفي الإسلامي نفسها تقوم على الاقتصاد الحقيقي وخلق القيم وتعزيز التجارة والاستثمار مضيفا: "بعد الأزمة المالية العالمية عامي 2007 و2008 كان هناك بحث عالمي عن نظام يضمن النمو المستدام. والاقتصاد الإسلامي وطرق التمويل الإسلامية تلبي هذا المطلب على أكمل وجه وتوفر بديلا مناسبا."

ولفت المعراج إلى أهمية التمويل الإسلامي على ضوء المتغيرات العالمية الراهنة قائلا: الخبراء يطلقون على القرن الحالي اسم "قرن آسيا" وهي القارة التي تضم العدد الأكبر من الدول الإسلامية. محور التركيز العالمي يتحرك من الغرب إلى الشرق، المشهد الاقتصادي الدولي برمته يتبدل بعد الأزمة المالية العالمية التي نتجت عن الاعتماد الزائد على الدين والمضاربات."

وتحدث المعراج عن حقائق ديمغرافية واقتصادية جديدة في العالم قائلا: "الشباب دون سن 30 عاما يشكلون 60 في المائة من إجمالي المسلمين السكان بالدول ذات الغالبية السكانية، وعلى طرف النقيض فهم لا يمثلون أكثر من ثلث السكان في الدول الأكثر تقدما بقارتي أوروبا وأمريكا الشمالية."

وتابع بالقول: "هذا العدد الهائل من الشباب قد يشكل ثورة حقيقية، ولكنه في الوقت نفسه قد يشكل عبئا كبيرا، فإذا تمكنا من الاستثمار بالشباب فسنساعد دولنا على تسريع نموها وازدهارها، وإذا فشلنا في ذلك وعجزنا عن توفير فرص وظيفية واقتصادية لهم فقد ينتج عن ذلك في الحالات القصوى اضطرابات سياسية واجتماعية وتراجع اقتصادي."

وحض المعراج على مشاركة القطاع الخاص بصورة أكبر في توفير الوظائف للشباب، وخاصة بالقطاعات الاقتصادية الجديدة، مثل الاقتصاد الرقمي والاتصالات والإعلام الرقمي والتكنولوجيا، مشددا على إمكانية ربط تلك القطاعات بالتمويل الإسلامي قائلا: "مع التمويل الإسلامي لهذه الفرص والقطاعات بالاستناد إلى القيم الحقيقية فستضعف فرص حصول فقاعات بأسعار الأصول وستتوفر فرص أكثر لخلق الوظائف بالاقتصاد الحقيقي."

وأضاف: "نظام تقاسم المخاطر الذي تستند إليه المصرفية الإسلامية يقود إلى نتائج أفضل من التمويل التقليدي القائم على نقل المخاطر. النتيجة ستكون نظاما جديدا يعتمد على قيم التمويل الإسلامي ومبادئه ما يوفر له قدرة أكبر على مقاومة الأزمات."

وشدد المعراج عن خلق الوظائف بالقطاع المالي الإسلامي قائلا: "مستويات النمو الحالية للتمويل الإسلامي تصل إلى 15 في المائة سنويا، وفي حال استمرار القطاع بالنمو بهذا المستوى خلال السنوات المقبلة فسيخلق ذلك المزيد من الوظائف لمواكبة النمو" كاشفا أن البحرين بطريقها لإصدار نموذج لحوكمة المؤسسات المالية الإسلامية.