دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال هاني أشقر الرئيس التنفيذي بالشرق الأوسط لشركة PWC المتخصصة بتقديم الخدمات المهنية، إن الدراسة التي أجرتها مؤسسته مؤخرا ونشرتها "مبادرة بيرل" حول عمل المرأة في الخليج أظهر نتائج مخالفة للتوقعات، بينها ارتفاع عدد طالبات الشهادات العليا بين النساء وحصول معظمهن على أجور جيدة، ولكنها نبهت أيضا إلى أن مشكلة قلة المرونة في الأعمال، ما يمثل عائقا للنساء.
وقال أشقر، في مقابلة مع CNN بالعربية، تعليقا على نتائج الدراسة التي حملت عنوان "المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج – جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين" إن الدراسة لحظت وجود "عدة نتائج مثيرة للاهتمام حول مستوى التعليم لدى النساء في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً حملة الشهادات الجامعية، ونعتقد أنّ ثلثي حملة الشهادات الجامعية العليا هن من النساء، وهذا أمر مثير جداً للاهتمام، فضلاً عن مستوى الطموح لديهن وهو مختلف تماما عمّا كنا قد عهدناه."
واعتبر أشقر أن رواتب النساء مثلت مفاجأة بدورها قائلا: "رأينا أيضاً أن مرتبات ثلثي النساء إما مساوية لأقرانهم من الرجال، أو أعلى منهم وهذه الخلاصات جديرة بالانتباه."
وعن العوائق التي تعترض عمل النساء بالمنطقة قال أشقر: "رأينا أن هنالك العديد من المناصب الوظيفية التي يبدو أنها غير متاحة للمرأة، وهي متركزة في حقول عمل معينة، أما بالنسبة للمعوقات، فبينها على سبيل المثال عدم شعور النساء بوجود مرونة في مكان العمل، وهذه النقطة إحدى التحديات التي تتكرر دائماً في نتائج الاستطلاع."
وتابع أشقر في شرح المعوقات التي رصدتها الدراسة التي عرضت في "منتدى مبادرة بيرل والمنتدى الإقليمي للميثاق العالمي للأمم المتحدة" بدبي بالقول: "هنالك أيضاً التنمية في التعليم، وتوفير فرص التدريب في العمل، وهو موضوع آخر تم طرحه بقوة، وثالثاً السبب في ترك الوظيفة هو عدم وجود فرصة لتطور المهنة، ما يعيدنا إلى مستوى الطموحات الكبيرة بين السيدات."
ولفت أشقر إلى وجود تقدم كبير على صعيد عمل النساء، ولكن المشاكل تظهر في مناصب مثل المدير التنفيذي على سبيل المثال، حيث أن النسبة في المنطقة متدنية جداً بالمقارنة مع بقية دول العالم. واستبعد أشقر وجود تأثير للدين أو الثقافة قائلا: "الأمر لا يتعلق بالدين فهو يتجاوز جميع الاختلافات الدينية، هناك بعض التمييز الناتج عن إرث ثقافي ولكن لدينا أيضا الكثير من قصص النجاح الخاصة بنساء في المنطقة كسرن تلك القيود، وبالتالي فلم نعد أمام قيود دينية أو ثقافية."
وحول إمكانية توفير طرق ذكية تسمح للمرأة بأن تمارس طموحها وتنضم لسوق العمل دون تجاوز القيود الثقافية قال أشقر: "هناك بالفعل طرق ذكية لتحقيق هذا الهدف.. للأسف فإن أنظمة العمل الذكية والمرنة والمتنقلة والتي تسمح بالعمل من المنزل مفقودة في بيئة العمل بالمنطقة وأنا متأكد من أن الأمور ستتبدل بمجرد تحقيقنا لتلك الشروط."
يذكر أن "منتدى مبادرة بيرل والمنتدى الإقليمي للميثاق العالمي للأمم المتحدة" ناقش قضايا المساءلة المؤسسية ونزاهة الأعمال وخلق القيمة بعد 2015 بهدف تعزيز النمو الاقتصادي التنافسي وتحفيز فرص العمل وتعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة وتطوير دور القطاع الخاص في تحقيق التقدم في مجال التنافسية الإقليمية.