دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت لبنى قاسم، نائب الرئيس التنفيذي لبنك الإمارات دبي الوطني والمستشار القانوني العام وأمين سر الشركة للمجموعة، إن المرأة الخليجية قدمت أداء ممتازا على صعيد إدارة الثروات والشركات وأثبتت قدراتها، ولكنها رأت الحاجة إلى وجوب تعزيز القوانين المحلية الخاصة بعملها، وأكدت أن الدين لم يكن أبدا عائقا أمامها حتى في بريطانيا، ولفتت إلى وجود حلول ذكية تضمن للمرأة العمل بكل الظروف.
وقالت قاسم، في مقابلة مع CNN بالعربية، على هامش مشاركتها في "منتدى مبادرة بيرل والمنتدى الإقليمي للميثاق العالمي للأمم المتحدة"، ردا على سؤال حول دور المرأة الخليجية في الاقتصاد والمجتمع: "المرأة الخليجي دورها مهم جدا، فهي أم ومربية لروح المجتمع وهي نصف المجتمع وعاملة ومشاركة فعّالة في اقتصاد الخليج."
وعن العراقيل التي تراها قاسم أمام المرأة الخليجية وتحول دون توسع دورها في مجال الاقتصاد قالت: "من أبرز العراقيل الموجودة اليوم هي التشريعات الخاصة بالمرأة، مثل إجازة الأمومة. المرأة الطموحة العاملة لا تمتلك المرونة للعمل من خلال البيت وليس لديها الحرية من أجل تمديد إجازة الأمومة، طبعاً نحتاج إلى سن وتحديث التشريعات من أجل أن نحمي حقوق المرأة في العمل."
وأضافت: "الأمر الثاني يتعلق بالمرأة نفسها، والتي يجب أن تلعب دورا أكبر وأن يكون لديها ثقة بنفسها حتى تكون قادرة على خلق الثقة في المجتمع وفي الشركات، أما الأمر الثالث فيتعلق بفلسفة وعلم نفس الشركات، أي أن يكون للشركة هدف يتمثل بتوظيف المرأة في مناصب عليا، هذا أمر مهم جداً، ولكن ما زلنا بعيدين من تحقيق هذا الهدف بعض الشيء."
واعتبرت قاسم، بالاستناد إلى خبرتها الطويلة المجالات المصرفية والاقتصادية والقانونية، أن أداء المرأة في الخليج على صعيد إدارة الشركات والثروات كان "ممتازا" ولكنها رأت أن الناس "بحاجة لدعم أكثر وبنية تحتية أقوى، وبحاجة للتقدير والاعتراف يتميزهن."
ورفضت قاسم اتهام البعض للدين بأنه عائق في طريق عمل وتطور المرأة بالمنطقة قائلة: "الخلل في ذهن الإنسان وليس في الدين، الدين الإسلامي يعطي المرأة الحرية الكاملة في العمل، أنا شخصياً عملت في بريطانيا وعملت في الإمارات. وفي بريطانيا كنت المحامية المحجبة الوحيدة بين 5 آلاف محام، فالدين لم يكن عائقا أمامي في العمل، ولم ينظر لي المجتمع البريطاني بنظرة مختلفة بسبب الحجاب، فأعتقد أنّ التحديات في ذهن وعقلية الإنسان."
ولفتت قاسم إلى وجود حلول ذكية تسمح للمرأة بتجاوز العراقيل الاجتماعية والمشاركة بشكل فعال في الاقتصاد حتى في البيئات المحافظة قائلة: "اليوم التقنية متطورة جداً، فالمرأة اليوم تستطيع أن تعمل من خلال تواجدها في المنزل عبر توفر العديد من وسائل التقنية المتاحة، ويمكنها أداء أعمال تجارية أو استشارية. فالمرأة العاملة والمشاركة في الاقتصاد تستخدم التكنولوجيا كحل من أجل الوصول للجمهور، واليوم هنالك رائدات وروّاد يشتغلون عبر تطبيق الإنستغرام بنجاح كبير."
وتابعت بالقول: "وبالنسبة للشق الاستهلاكي، فالمصرف المركزي الإماراتي ونحن كبنك الإمارات دبي الوطني، كنّا من الأوائل في القطاع المالي في تقديم الصيرفة المتنقلة (mobile banking) للعملاء، فالمرأة المربية والمشغولة في إدارة بيتها تستطيع أن تكمل كافة إجراءاتها المصرفية من دون الاضطرار للخروج من المنزل."
يذكر أن "منتدى مبادرة بيرل والمنتدى الإقليمي للميثاق العالمي للأمم المتحدة" ناقش قضايا المساءلة المؤسسية ونزاهة الأعمال وخلق القيمة بعد 2015 بهدف تعزيز النمو الاقتصادي التنافسي وتحفيز فرص العمل وتعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة وتطوير دور القطاع الخاص في تحقيق التقدم في مجال التنافسية الإقليمية.