دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال حسين القمزي، رئيس لجنة تحكيم جائزة دبي للاقتصاد الإسلامي، إن هدف هذا الاقتصاد ليس التفوق على الأنظمة الاقتصادية الأخرى فحسب، بل إحداث "تغيير بنيوي" فيها، مضيفا أن العديد من قطاعات الاقتصاد الإسلامي بحاجة لاهتمام أكبر، وعلى رأسها "الفنون والتصاميم والسياحة". ولفت إلى تزامن جائزة هذا العام مع قمة الاقتصاد الإسلامي العالمي بدبي.
وقال القمزي، وهو رئيس لجنة التحكيم الخاصة بجائزة دبي الاقتصاد الإسلامي التي بدء قبول الترشيحات لها بدورتها الثالثة، إن الجائزة التي أطلقها مركز دبي لتطوير الاقتصاد الاسلامي عام 2013 تترافق مع تطور الاقتصاد الإسلامي ووجود "منافسة شديدة سواء بين الدول أو الشركات على من سيرفع رايته."
وتابع القمزي بالقول: "جائزة هذا العام تتزامن مع انعقاد قمة الاقتصاد الإسلامي العالمي في دبي، مما يضعها في مسار تكاملي يخدم أهداف القمة ويعزز الحضور والاهتمام الاقليمي والعالمي بالاقتصاد الإسلامي، كما أنها تأتي في وقت تنشط الحوارات والنقاشات التي تهدف الى قوننة الأحكام الفقهية وصياغة قوانين ومرجعيات موحدة لضبط وتدعيم مسارات القطاعات الاقتصادية الإسلامية مجتمعة."
وعن دور دبي في عالم الاقتصاد الإسلامي ذكّر القمزي بأن الإمارة سبق أن أطلقت مبادرة التحول إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي مضيفا: " ونحن ندرك أن نجاح هذه المبادرة يتوقف على مقدار الثقة العالمية بالإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص من ناحية استقرار السوق ومعدلات نموه، وبالمقومات التي تجعل دبي جديرة بأن تكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي."
ورأى القمزي أن تفوّق قطاع التمويل الإسلامي "دليل على مدى صحة وصوابية هذا المبدأ في التمويل، ودليل على مدى نجاحه وتفوقه على الأشكال التقليدية الأخرى في صناعة التمويل" ولكنه نبه إلى وجود بعض القطاعات التي "تحتاج إلى اهتمام وتشجيع متزايد حتى تدخل منظومة الاقتصاد الإسلامي بزخم أكبر مثل الفنون والتصاميم الإسلامية والسياحة والضيافة الإسلامية خصوصاً بعد تزايد الاهتمام العالمي بالسياحة العائلية."
وحول مستقبل الاقتصاد الإسلامي في ظل المنافسة بين النظم الاقتصادية المختلفة على الساحة العالمية قال القمزي: "جميع النظم الاقتصادية المختلفة التي تنشط في الأسواق والمؤسسات الاقتصادية العالمية لا تسير بخطوط متوازية، بل تتقاطع وتتكامل في الكثير من الأحيان، وتتباين في أحيان أخرى."
وتابع بالقول: "أثبت الاقتصاد الإسلامي أنه ليس مجرد إضافة كمية على عدد النظم الاقتصادية العاملة في العالم بل هو حاجة موضوعية وحيوية لتجاوز عجز النظم التقليدية في معالجة أسباب المشكلات الاقتصادية من جذورها. لذا ليس من الغريب أن نرى إقبال العالم على الاقتصاد الإسلامي قد تزايد الى حد كبير بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة، هذا دليل على أن الأزمة الأخيرة بينت مدى حاجة السوق الى منظومة اقتصادية قادرة على النهوض بمستقبل البشرية."
وأكد القمزي السعي إلى أن يكون هدف الاقتصاد الإسلامي "ليس فقط التفوق على النظم الاقتصادية الأخرى بل إحداث تغيير بنيوي في هذه النظم من خلال ما يقدمه من نموذج ثقافي اقتصادي سينعكس في النهاية على الثقافة الاقتصادية للمؤسسات التقليدية."