دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، إن الاقتصاد الإسلامي يتملك كل المقومات لتجاوز حدود الجغرافيا والدين والثقافة، مؤكدا أن مسيرته العالمية انطلقت وأن "عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء"، وجزم بأن النمو السكاني والاقتصادي للمسلمين سيكون عاملا حاسما بترسيخ الاقتصاد الإسلامي عالميا.
ورأى كاظم، في كلمته بافتتاح "القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي" أن دبي، وعلى مرّ العقود الماضية، "رسخت مكانتها الاستراتيجية كمركزٍ رائدٍ للتجارة العالمية بفضل موقعها المتميز بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا"، مضيفا أن الإمارة الخليجية "نجحت في جذب استثمارات مباشرة من كل أنحاء العالم".
وحول الاقتصاد الإسلامي، قال كاظم، الذي يرأس مجلس إدارة شركة سوق دبي المالي، إنه "أثبت حضوره كرافد أساسي للاقتصاد العالمي وسيواصل بالتأكيد دعمه هذا، في السنوات العشر المقبلة" واستطرد بالقول: "رغم المفاهيم السائدة التي تحصر الاقتصاد الإسلامي في قطاعي التمويل الإسلامي والأغذية الحلال، تواصل هذه المنظومة نموها وتطورها لتُبلورَ فرص أعمال جديدة تلبي الطلب المتنامي على المنتجات والخدمات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية."
وجزم كاظم بأن الاقتصاد الإسلامي "يمتلك كل المقومات ليتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية والدينية ليجذب مختلف الثقافات والإثنيات إلى قيمه وآلياته ومفاهيمه الاقتصادية ومنتجاته المتميزة" مضيفا أن استقطاب قطاعات متنوعة إلى مظلته، كالمعرفة والبحوث، وصناعة وتجارة الأدوية والأزياء والسفر والضيافة "سترتقي بمنظومة الاقتصاد الإسلامي على مستوى العالم."
وتابع بالقول: "لا بد وأنكم اطلعتم على تقرير واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي الصادر حديثاً والذي جاء فيه أن إنفاق المسلمين في هذه القطاعات وصل الى 1.8 تريليون دولار أميركي عام 2014 وهو مرشح ليصل الى 2.6 تريليون دولار أميركي عام 2020.. وفي عام 2014، سجل التمويل الإسلامي نمواً وصل الى 1.81 تريليون دولار أميركي، واليوم، تشير التوقعات إلى أنه سيحقق نمواً يصل إلى 3.2 تريليون دولار أميركي في العام 2020."
ولفت كاظم إلى إقبال الدول والبنوك غير الإسلامية على إصدار الصكوك، وبينها حكومات هونغ كونغ وسنغافورة والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، بينما بادرت بنوك في آسيا الوسطى مثل كازاخستان وأذربيجان وأوروبا وروسيا الى إطلاق صكوك سيادية وافتتحت نوافذ إسلامية في مؤسساتها المالية، بينما تعيد حكومات إفريقية النظر اليوم بالنظم والتشريعات المالية من أجل الترويج لقطاع التمويل الإسلامي.
وحدد كاظم عوامل رئيسية تحفز نمو الاقتصاد الإسلامي، بينها التغيرات الديمغرافية ومعدلات الإنفاق، فنسبة المسلمين في العالم تبلغ اليوم 1.7 مليار وهي تنمو بمعدل أسرع من إجمالي عدد السكان، إلى جانب أن غالبية المسلمين هم من الشباب الأكثر دعماً لنمو مجموعة واسعة من المنتجات الإسلامية، إلى جانب في تحول الثروات من الغرب صوب الشرق.
وحض كاظم على "تحقيق الانسجام والتناغم بين مختلف المعايير" لتوسيع نطاق الاقتصاد الإسلامي، مبديا ثقته بأن ما وصفها بـ"عولمة الاقتصاد الإسلامي بدأت تتبلور على الرغم من كل التحديات" مختتما كلمته بالقول: "عقارب الساعة لن تعود أبداً الى الوراء، فالمسيرة بدأت... والاقتصاد الإسلامي يخط مساره بقوة" على حد قوله.