لندن، بريطانيا (CNN) -- قدم المذيع المتخصص في شؤون الاقتصاد ريتشارد كويست، وجهة نظره الخاصة حول خطة "رؤية المملكة 2030" التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، فقال إن العناوين جيدة ولكن العبرة تبقى في التنفيذ، مشيرا إلى وجود عدة عوائق بديهية قد تعترض الخطة بينها الظروف المناخية السعودية وكذلك القيود الدينية الموجودة.
وقال كويست، في تعليق له ببرنامجه الاقتصادي "كويست مينز بزنس": "الأمير محمد بن سلمان أعلن عن خطط المملكة الاقتصادية لعصر النفط الزهيد الثمن وقد حذر من أن إدمان الاعتماد على النفط خطير جدا عارضا خطة للحل تمتد لخمسة عشر عاما لتحويل أسس الاقتصاد بالكامل."
وتابع كويست: "حاليا، يشكل النفط 87 في المائة مداخيل الدولة، القطاع الخاص مازال صغير الحجم والدولة هي الموظف الرئيسي للمواطنين وفي ظل تراجع أسعار النفط فإن الاحتياطيات النقدية لدى المملكة ستنفد خلال خمس سنوات وفقا لتحذيرات صندوق النقد الدولي وهذا في ظل تراجع النمو الاقتصادي ما يفتح الباب أمام احتمال حصول مشاكل اجتماعية وتوترات."
ورأى الإعلامي المتخصص في شؤون الاقتصاد والسفر أن الخطة التي طرحها الأمير محمد بن سلمان ترتكز على تنمية القطاع الخاص والسماح بظهور المزيد من الشركات ودفع المداخيل غير النفطية للنمو بواقف ستة أضعاف وخفض عدد العاملين لدى الحكومة من 70 في المائة من إجمالي القوة العاملة السعودية حاليا إلى قرابة 50 في المائة بحلول عام 2030.
وأضاف: "الحكومة السعودية ستستثمر في القطاع التكنولوجي والصناعي والسياحي، وكذلك في مجال التعدين وهي تؤكد قدرة المملكة على العيش دون النفط في المستقبل المنظور، هذا موقف جريء وخطة طموحة تعتمد على طرح جزء من شركة أرامكو النفطية في المملكة للاكتتاب العام، أي أن السعودية ستستخدم النفط من أجل التحول بعيدا عن النفط مستقبلا."
ولفت كويست إلى أن عائدات الاكتتاب في أرامكو ستوضع في صندوق سيادي للاستثمار قد يكون الأكبر في العالم وهو سيتولى تمويل الاستثمارات. معتبرا أن تقدير القيمة السوقية لأرامكو بترليوني دولار سيعني أنها أكبر بخمس مرات من أكبر شركة نفطية بالعالم، أكسون موبيل، التي تقدر قيمتها بـ363 مليار دولار.
وأردف معلقا: ":الخطة تظهر وكأنها شبيهة بما لجأت إليه دول خليجية أخرى مثل قطر عبر بناء محفظة استثمارية لإدارة أصولها. المشكلة أن جميع الدول المنتجة للنفط والتي كانت تعتمد عليه بشكل هائل في اقتصادها، مثل نيجيريا وقطر والإمارات، تحاول في نفس الوقت القيام بخطط لتنويع مصادر الدخل."
وختم بالقول: "كما من السهل القول بأن السعودية ترغب بتشجيع السياحة، ولكن في ظل الظروف المناخية الحارة بالبلاد والقيود الدينية الموجودة قد يكون الأمر صعبا. كما أن بعض العقبات مثل منع المرأة من قيادة السيارة قد تدفع نحو التشكيك في جدية القدرة على إنجاز تحول في الدور الاقتصادي للمرأة السعودية. الخطة طموحة ولكن الأساس يبقى في التنفيذ."