واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- غضب عارم في الأوساط السياسية الأمريكية ودعوات إلى البيت الأبيض للتحرك حفاظا على أمن الطاقة الأمريكي حركتها الأنباء عن إمكانية استحواذ روسيا على إحدى شركات النفط الأمريكية الرئيسية جراء ديون تدين بها مالكتها الأصلية، شركة النفط الفنزويلية الوطنية.
القضية تتعلق بإمكانية استحواذ شركة النفط الروسية الحكومية "روسنفط" على شركى "سيتغو" الأمريكية للنفط والطاقة، والتي تتخذ من مدينة هيوستن الأمريكية في ولاية تكساس مقرا لها. الاستحواذ قد يحصل بسبب إمكانية عجز شركة النفط الفنزويلية الوطنية التي تمتلك "سيتغو" عن الوفاء بديونها لنظيرتها الروسية ما قد يؤدي إلى تسليمها للشركة الأمريكية لها باعتبارها كانت ضمانا للدين.
وقد وجّه نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسائل تحمل تصريحات قاسية إلى البيت الأبيض، مع تحذيرات واضحة من مغبّة سيطرة الشركة الروسية على إحدى شركات النفط الأمريكية لما قد يعنيه ذلك من تهديد للأمن القومي الأمريكي.
وحملت إحدى الرسائل توقيع النائب الجمهوري البارز، ماركو روبيو، والديمقراطي بوب مانديز، وجاء فيها: "نشعر بالقلق الشديد حول إمكانية سيطرة روسنفط على شركة رئيسية في مجال تزويد الطاقة بأمريكا لما يشكله ذلك من تهديد لأمن الطاقة بأمريكا ولتأثيره المحتمل على أسعار وتدفق المحروقات للمستهلك الأمريكي ويعرض للخطر البنية التحتية للأمن القومي."
وتأتي الأنباء عن إمكانية سيطرة روسيا على الشركة الأمريكية في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن وموسكو على خلفية قضايا بينها القتال في سوريا واتهام روسيا بالقرصنة الإلكترونية والتدخل بالانتخابات الأمريكية علاوة على فرض عقوبات أمريكية على روسيا بسبب تدخل الأخيرة في أوكرانيا.
وكانت شركة النفط الفنزويلية الحكومية قد استحوذت على "سيتغو" في العقد الثامن من القرن الماضي، ولكن نظرا لحاجة فنزويلا الشديدة للمال مؤخرا اضطرت الشركة للاقتراض من نظيرتها الروسية واضعة حصة تبلغ 49.9 في المائة من "سيتغو" كضمان للقرض، ما يعني أن الشركة الروسية لن تكون بحاجة لشراء الكثير من الأسهم الإضافية قبل أن تصبح المالك الرئيسي لها.
وبحسب التقديرات القائمة حاليا لمسار الأوضاع المالية للشركة الفنزويلية، فإن الدلائل تشير إلى أنها ستفقد كافة احتياطياتها المالية الحالية بحلول نهاية 2017، ما يعني العجز عن تسديد القرض عند استحقاقه. غير أن خبراء قالوا إنه حتى بحال سيطرة روسيا على الشرطة الأمريكية فهي لن تتمكن من تهديد الأمن القومي الأمريكي لأن إنتاج "سيتغو" حاليا لا يزيد عن 800 ألف برميل في اليوم من أصل 20 مليون برميل تستهلكها السوق الأمريكية يوميا.