لندن، بريطانيا (CNN)-- ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته منذ 6 أشهر، بعد فوز مرشح الوسط المستقل، إيمانويل ماكرون، برئاسة فرنسا، الأحد، ما أدى إلى تحييد أكبر تحد سياسي للعملة في تاريخها الذي يمتد إلى 18 عاماً.
وكانت منافسته اليمينة المتشددة، ماري لوبان، هددت بالتخلي عن اليورو وإعادة استخدام العملة الفرنسية القديمة، الفرنك. وكان من شأن خسارة ثاني أكبر اقتصاد له أن يقضي فعلياً على اليورو.
وارتفع اليورو في التعاملات المبكرة في الأسواق المالية الآسيوية، ليصل إلى 1.1023 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى لليورو منذ 6 أشهر (نوفمبر/ تشرين الثاني). وحقق مكاسب مماثلة مقابل العملات الرئيسية الأخرى مثل الين الياباني والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري.
وكان ماكرون الذي حصل على قرابة 65 في المائة من الأصوات، قد حقق تقدماً واضحاً على لوبان في استطلاعات الرأي منذ فوزه في الجولة الأولى من التصويت في 23 إبريل/ نيسان الماضي.
وشهد اليورو والأسهم الأوروبية والسندات الحكومية ارتفاعاً في الأسبوع الماضي تحسبا لانتصار ماكرون، وساعد ذلك في تفسير رد الفعل الهادئ لنتائج التصويت، الأحد.
وقال نعيم أسلم، كبير محللي الأسواق في شركة "ثينكماركيتس" الأمريكية: "لقد كان هناك الكثير من التحرك بالفعل، وبالتالي فإن الاتجاه الصعودي لليورو محدود ولكن على المدى الطويل، يمكن لنا أن نرى السعر يتحرك بالقرب من مستوى 1.12 إلى 1.14 دولار."
ويأمل المستثمرون بأن تحفز إصلاحات ماكرون المخطط لها النمو والعمالة في فرنسا التي تخلفت في السنوات الأخيرة عن ألمانيا وبريطانيا.
وبعد سنوات من النمو البطيء، تسارعت وتيرة تحسن الاقتصاد في نهاية المطاف ولكن بمستوى منخفض جداً. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن معدلات نمو الاقتصاد في فرنسا سترتفع بنسبة 1.4 في المائة فقط هذا العام، وهي إحدى أضعف المعدلات في الاتحاد الأوروبي.
وكان ماكرون قد وعد خلال حملته الانتخابية بخفض معدلات الضريبة على الشركات تدريجياً من 33 في المائة إلى 25 في المائة. كما يريد جعل أسبوع العمل في فرنسا (الذي يبلغ عدد ساعات العمل فيه 35 ساعة) أكثر مرونة، وخفض الضرائب على الإسكان لأغلبية الناس.
وتعهد ماكرون بخفض الإنفاق العام بمقدار 60 مليار يورو (أو ما يعادل 66 مليار دولار) سنوياً، ويخطط لمجموعة من الحوافز الاقتصادية بقيمة 50 مليار يورو (أو ما يعادل 55 مليار دولار) على مدى خمس سنوات.
وقال محللون إنهم يتوقعون أن تحقق الأسهم الفرنسية والأوروبية مكاسب، الاثنين.