واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخاذ خطوة غير مسبوقة على صعيد تعامل الولايات المتحدة مع احتياطها الاستراتيجي الهائل من النفط الذي نادرا ما تلجأ إليه إلا في الأزمات الكبرى. وتشير المعلومات إلى أن ترامب قرر بيع نصف ذلك الاحتياطي المحفوظ داخل شبكة معقدة من الخزانات والمخابئ المبنية تحت الأرض.
وسبق للولايات المتحدة أن لجأت إلى استخدام بعض من ذلك المخزون عام 2011 خلال تفجر الثورة في ليبيا وكذلك عام 2005 خلال إعصار كاترينا، ولكن خطة ميزانية الرئيس دونالد ترامب تشير إلى نيته بيع نصف ذلك الاحتياطي بعلميات تدريجية بما يوفر قرابة 16.6 مليار دولار خلال العقد المقبل.
وكانت أمريكا قد بنت احتياطيات هائلة من النفط منذ أزمة حظر بيع النفط العربي لأمريكا خلال حرب عام 1973، وحوّلت ثورة النفط المستخرج من الزيت الصخري الولايات المتحدة من دولة مستوردة للنفط إلى دولة مصدرة للنفط، ومع ذلك واصلت واشنطن الاحتفاظ بذلك الاحتياطي الذي يعتبر الأكبر على الكوكب.
ورغم أن عملية البيع ستحصل على مراحل، إلا أن خبراء في مجال الطاقة حذروا من تداعيات سلبية تنتج عن بيع نصف المخزون الاستراتيجي بهذا الشكل في ظل التبدلات السريعة التي يشهدها العالم. وقال محلل شؤون النفط لدى مؤسسة "جينسكيب": "الأمر مثير للقلق بعض الشيء. صحيح أن عائدات البيع ستخفف من العجز المالي ولكنها ستزيد الخطر على المستهلك الذي سيدفع ثمن ذلك في نهاية المطاف.. الأمر يبدو وكأن حل للحصول على سيولة نقدية بسرعة."
من جانبه، رأى ميك ميلفاني، رئيس مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، أن المخاطر الممكنة "ستتراجع بشكل كبير عندما يزداد الإنتاج كما يحصل اليوم"، غير أن الخبير النفطي جيسن بوردوف، الذي سبق له أن قدم شهاداته أمام الكونغرس بقضايا على صلة بملف النفط، حذّر من أن الأمر سينعكس ارتفاعا في سعر الوقود على المستهلك الأمريكي.
وتمتلك أمريكا حاليا 688 مليون برميل على شكل احتياطي استراتيجي قادر على تلبية احتياجاتها من الوقود لمدة 149 يوما، في حين أن المتطلبات الخاصة بأمن الطاقة لدى منظمة الطاقة الدولية تحدد 90 يوما كحد أدنى للاحتياطيات الضرورية لكل دولة.