دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أنهت مجموعة "البركة" ، إحدى أكبر المجموعات المصرفية الإسلامية بنجاح إصدارها الأول من الصكوك، بقيمة 400 مليون دولار، بعد إقبال شديد على وفر تغطيتها بواقع خمس مرات. وأكد الرئيس التنفيذي للمجموعة، عدنان يوسف، أن العائد سيستخدم لتمويل عمليات توسّع إضافية حول العالم
الإصدار كان ملفتا لعدة اعتبارات، بينها أنه الأول للمجموعة على صعيد صكوك "المستوى الأول من رأس المال" بمعنى ترتيبها لحقوق ملكية، وفقا لمتطلبات اتفاق "بازل" علاوة على أنه الأول من نوعه بالنسبة لمؤسسات القطاع الخاص انطلاقا من مملكة البحرين، وستدرج الصكوك لاحقا في البورصة الأيرلندية التي تستقبل مؤخرا العديد من الإصدار المماثلة من الشرق الأوسط.
وسف شرح لـCNN أسباب إصدار الصكوك من المجموعة، والمخصصة لتعزيز المستوى الأول من رأس المال بالقول إن المجموعة توسعت كثيرا منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام عام 2006 بدخولها لأسواق جديدة في سوريا والمغرب وليبيا وإندونيسيا وأفريقيا، إلى جانب توسيع عمليات وحداتها في باكستان والجزائر ومصر وتركيا وتونس.
وأضاف: "بات من الطبيعي - ونحن نمتلك استراتيجية قائمة على التوسع والتنويع حول العالم - أن نسعى دائما لتعزيز قاعدة ملكية المساهمين والقاعدة الرأسمالية التي تعتبر الأساس في تحقيق توسع صحي ومتين وبنفس الوقت يلبي الاشتراطات التنظيمية والرقابية. والصكوك التي أصدرناها تحقق كلا الهدفين أي توفر لنا أموالا للتوسع وبنفس الوقت فهي متوافقة مع اشتراطات لجنة بازل في معاملتها كجزء من حقوق الملكية."
وعن رأيه بمدى الحاجة لإصدارات جديدة خلال الفترة المقبلة لتلبية متطلبات بازل قال: "الإصدار الحالي سوف يلبي احتياجاتنا التمويلية على المدى المتوسط وبالتالي لا يوجد هناك داع لإصدارات أخرى في الوقت الحاضر، خاصة أن الإصدار تم تغطية القيمة الأولية له، وهي 300 مليون دولار، بواقع خمس مرات أي ما مجموعة 1.6 مليار دولار، ثم قررنا لاحقا زيادة الإصدار إلى 400 مليون دولار."
وحول هوية حملة الصكوك باعتبارها جزءا من المستوى الأول لرأس المال وترتب حقوق ملكية رد يوسف: "عادة ما تلاقي هذه الصكوك إقبالا كبيرا من المؤسسات المالية والاستثمارية أكثر منها من المؤسسات الفردية. ونحن قمنا بطرح الإصدار في الأسواق الخليجية والعربية والأوروبية باعتبار أن هذه الأسواق هي الأكثر تنظيما وقدرة على استيعاب مبالغ هذه الإصدار. وبالتالي يمكن القول إن هوية من سيحملونها هي المؤسسات المالية والاستثمارية التي تمتلك سجلات نظامية وتعمل بصورة نظامية في بلدانها."
الصكوك تحمل قسيمة مدتها 5 سنوات بعائد متوقع نسبته 7.875% سنويا، مع إعادة تثبيت العائد بعد ذلك، ولكنها تمتاز بأنها صكوك دائمة وليس لها فترة استحقاق محددة. ونظرا للهيكلة الإسلامية للإصدار فإن السعر أخذ بعين الاعتبار المتانة المالية للمجموعة علاوة على ظروف السوق المالية إقليميا وعالميا، ورأى يوسف بالتالي أنه نظرا لتقلب تلك الظروف فإن العائد المتوقع المتفق عليه يعتبر مرضيا بالنسبة للمجموعة.
وتعتمد صكوك "البركة" على هيكل "مضاربة" متوافق مع الشريعة الإسلامية. وصكوك المضاربة هي عبارة عن وثائق متساوية القيمة، يصدرها المضارب والمكتتبون فيها هم أرباب الأموال، وحصيلة الاكتتاب هي رأس مال المضاربة، ويملك حملة الصكوك موجودات المضاربة والحصة المتفق عليها في الربح، ويتحملون الخسارة إن وقعت.
الصكوك ستكون لصالح المجموعة، وقد طُرح الإصدار في الأسواق العربية والآسيوية والأوروبية، ويؤكد يوسف أن الإقبال على الاكتتاب كان كبيرا جدا، وجاءت 70% من التغطيات على الاكتتاب من الأسواق العربية و15% من الأسواق الآسيوية و15% من الأسواق الأوروبية، ومن المقرر أن تستخدم المجموعة إيرادات الإصدار لتمويل خطط توسع المجموعة في أفريقيا وآسيا علاوة على تدعيم الوحدات المصرفية التابعة لها.