نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تتعافى طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة من تحطمها بشكل أسرع من تصور أي شخص أو منظمة، بما في ذلك منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
قرار "أوبك" في أواخر عام 2014 بضخ النفط على مستويات عالية أطلقت حرب أسعار مدمرة. وأرسلت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 13 عاماً، ما أدى إلى ضربة قوية لثورة الصخر الزيتي. وأفلس العشرات من المنتجين الأمريكيين وفقد عدد لا يحصى من العمال النفطيين وظائفهم.
ولكن في الآونة الأخيرة، وضعت "أوبك" سقفاً لإنتاجها. واستقرت أسعار النفط الخام، ويعود الآن الصخر الزيتي إلى مستويات أقوى مما سبق. إذ تكتشف شركات النفط أنها تستطيع ضخ النفط بشكل مربح من بؤر الصخر الزيتي، وخاصة "بيرميان" في غرب تكساس، وتستطيع تحقيق أرباح حتى مع كون سعر برميل النفط 50 دولاراً اليوم.
والآن، يعتقد البعض أن الولايات المتحدة يمكنها أن تضخ قريباً كميات من النفط أكثر من أي وقت مضى، وربما تعمق أزمة وفرة المعروض التي فشلت "أوبك" حتى الآن في إصلاحها.
وتتوقع شركة "Rystad Energy" أنه قبل نهاية هذا العام سيصل انتاج النفط الأمريكي الشهري إلى 10 ملايين برميل يومياً، وهو رقم قياسي وصلت إليه أمريكا في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1970.
وقال مايكل تران، مدير استراتيجية الطاقة في مؤسسة "RBC Capital Markets": "نصف إنتاج الولايات المتحدة بالمضاد للهشاشة، شيء تعرض لصدمة في يوم ما، وعاد أقوى وأكثر كفاءة من أي وقت مضى." مضيفاً: "أوبك قللت بشكل خطير من شأن قدرة الإنتاج الأمريكي."
وأعادت الثورة الصخرية تشكيل المشهد العالمي للطاقة، مما دفع الولايات المتحدة إلى صفوف القيادات العليا لمنتجي النفط خلف روسيا والمملكة العربية السعودية فقط.
وارتفع إنتاج النفط الأمريكي من 4.7 مليون برميل يومياً في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 إلى ذروة 9.6 مليون في أبريل/ نيسان 2015. كل هذا الخام الأمريكي تسبب في وفرة عالمية. واستجابت منظمة "أوبك" في أواخر عام 2014 عبر شن حرب أسعار تهدف إلى استعادة حصتها في السوق من خلال إغراق المنتجين ذوي التكلفة العالية مثل الصخر الزيتي بالنفط الرخيص.
لكن ازدهار النفط الأمريكي لم يتباطأ بالقدر الذي كان يخشاه البعض. إذ انخفض الإنتاج المحلي إلى مستوى منخفض بلغ 8.6 مليون برميل في يوليو/ تموز 2016، بانخفاض 10 في المائة عن مستويات الذروة. ومنذ ذلك الحين استقرت، وانتعشت إلى 9.1 مليون برميل يوميا في شهر مارس/ آذار، وفقاً لأحدث الإحصائيات الشهرية المتاحة.
وقالت شركة "Rystad Energy" في تقرير هذا الأسبوع: "استناداً إلى البيانات المفصلة لمستويات الآبار، ترى شركة ريستاد إنيرجي أن الإنتاج الحالي في الولايات المتحدة يرتفع مرة أخرى بضعف السرعة التي انخفض بها."
الصخر الزيتي "يهيمن"
وتوافق مؤسسة "غولدمان ساكس" على أن طفرة النفط في الولايات المتحدة تتطلع إلى العودة إلى مسارها الصحيح.
وقال محللون في المؤسسة في تقرير هذا الأسبوع: "إن التأرجح بين الصخر الزيتي وأوبك قد تحول بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية.. في عام 2017، يسيطر الصخر الزيتي على النمو مرة أخرى."
فما مدى ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة؟ تدعو إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الدولة إلى ضخ 9.74 مليون برميل يومياً في ديسمبر/ كانون الأول. ومن شأن ذلك أن يتخطى المستوى المرتفع الأخير، ولكنه سيتخلف قليلاً عن المستوى القياسي.
وتعتقد شركة "Rystad Energy" أن الصخر الزيتي في الولايات المتحدة سيتجاوز التوقعات وسيصل الإنتاج إلى أعلى مستوى له على الإطلاق وهو 10 ملايين برميل.
وإذا حدث ذلك، يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوز السعودية باعتبارها ثاني منتج للنفط في العالم. وتقدر منظمة "أوبك" أن السعوديين ضخوا 9.95 مليون برميل من النفط يومياً في أبريل/ نيسان، في حين أن روسيا أنتجت 11.2 مليون برميل.