لندن، بريطانيا (CNN)-- ستظل طفرة النفط الأمريكي تزيد من آلام "أوبك" حتى العام المقبل.
إذ قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في توقعاتها الأولى لعام 2018، إنها تتوقع من الدول خارج المنظمة زيادة إنتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، متجاوزة بذلك النمو في الطلب العالمي.
وقالت الوكالة إن الولايات المتحدة وحدها ستشكل قرابة نصف تلك الزيادة في المعروض.
ويعني ذلك أنه من المرجح أن تستمر وفرة المعروض الراسخة التي وضعت سقفاً لأسعار النفط، رغم جهود الانضباط التي بذلها أغلب منتجي الأوبك لكبح إنتاجهم.
وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها في تقريرها إن توقعاتها الأولى لعام 2018 لن تجلب أخباراً سارّة لهؤلاء المنتجين الذين يتطلعون إلى ضبط الإنتاج.
وانخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي بنسبة 1 في المائة ليتداول عند 45.97 دولار للبرميل بعد صدور التقرير.
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وبعض الدول خارجها، بقيادة روسيا، قد وافقت الشهر الماضي على تمديد القيود المفروضة على الإنتاج لمدة تسعة أشهر حتى نهاية مارس/ آذار 2018. ودخلت تخفيضات الإنتاج حيز التنفيذ في بداية عام 2017 في محاولة لإنعاش الأسعار.
وتعهد كبار اللاعبين مثل المملكة العربية السعودية وروسيا "بكل ما يلزم" لتحقيق الاستقرار في السوق، وعائدات النفط التي تعتمد عليها اقتصاداتها.
ولكن هذه الجهود تعثرت بسبب طفرة هائلة في إنتاج شركات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، التي أصبحت أكثر كفاءة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو إنتاج النفط الخام الأمريكي بمقدار 780 ألف برميل يومياً في العام القادم.
وقالت الوكالة إن "فعل أي شيء يتطلبه الأمر قد يكون الشعار، ولكن الشكل الحالي لـ’أي شيء‘ ليس له تأثير سريع كما هو متوقع."
وأضافت: "المنتجون الأمريكيون لا يزيدون الإنفاق بشكل حاد أكثر مما كان يتوقع في البداية فحسب، ولكن وتيرة الإضافات الجديدة لمنصات الحفر وأنشطة الحفر تجاوزت كل التوقعات."
وقد تقرر أوبك تمديد التخفيضات مرة أخرى في اجتماعها القادم في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أيضا زيادة الإنتاج من البرازيل وكندا وبريطانيا وكازاخستان وغانا والكونغو في عام 2018.