نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تُعرف سيليكون فالي بكونها عاصمة الشركات الناشئة حول العالم، حيث يتاح لرواد الأعمال جمع التمويل اللازم لتطوير منصاتهم التكنولوجية والعثور على المستثمرين.
لكن، يبدو أن مدينة أخرى تشتهر بقطاع الملاحة قد تسرق هذا اللقب من سيليكون فالي، وهي تقع خارج الولايات المتحدة.
إذ شهدت العاصمة النرويجية، أوسلو، ارتفاعاً بنسبة 160 في المائة بالاستثمارات في الشركات الناشئة، وفقاً لتقرير "2017 State of the City" الصادر عن المدينة، وهو ثاني أعلى نمو بعد زيادة بنسبة 171 في المائة بالسويد.
مظلة تتبع أشعة الشمس لتحميك منها.. هل تتوفر قريباً؟
وتعد النرويج ثامن أغنى دولة في العالم، ويعود الفضل بذلك إلى قطاع تصدير النفط الضخم لديها، وقد عينتها الأمم المتحدة كأسعد دولة على وجه الأرض، في تقرير السعادة لعام 2017، وقد تجاوز صندوق الثروة السيادية للدول ما قيمته تريليون دولار في أكتوبر/تشرين أول العام 2017.
لكن النرويج اضطرت للمنافسة مع أسعار النفط المنخفضة في منطقة الشرق الأوسط وفنزويلا، والآن ينوي قادة الدولة التركيز على التكنولوجيا الصديقة للبيئة كوسيلة لجني الأرباح، وهو أمر غير مستبعد بتاريخ الدولة في محاربة التلوث، فالنرويج تعد الدولة الوحيدة التي تفرض ضرائب على معدلات الانبعاثات الكربونية، كما توفر الحكومة دعماً بنسبة 25 في المائة للسيارات التي تستهلك الوقود بفعالية، هذا بالإضافة إلى توفير الدعم من العائلة الحاكمة النرويجية للشركات التكنولوجية الناشئة.
وهناك العديد من قصص النجاح المرتبطة بالدول الاسكندنافية، فهنالك الدنمارك والعاصمة الفنلندية، هلسنكي، وهما أخرجتا شركات مثل "Spotify" و"Rovio" التي أنشأت لعبة "Angry Birds".
هل ستستخدم "الواتساب" بعد تجربة هذا التطبيق العربي؟
ورغم أن النرويج تشهد ساحة مكتظة من الشركات الناشئة، إلا أنها أنتجت شركة واحدة تمكنت من بلوغ حد المليار، فيما يعرف باسم "Unicorns"، ألا وهي منصة تكنولوجيا "البلوك تشين" باسم "IOTA"، أما "البلوك تشين" فهي قاعدة بيانات مخصصة للعملات الرقمية المشفّرة، والتي لا تخضع تحت إشراف حكومة مركزية وتستخدم بشكل مكثف في الدول الناشئة.
لكن يبدو أن الوضع يتطور بشكل كبير وسريع بالنسبة للنرويج، فقد أعلنت أوسلو العام الماضي عن 78 استثماراً بشركات التكنولوجيا النرويجية، ما يعادل 100 مليون دولار، وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن المدينة، و15 في المائة من هذه الاستثمارات ركزت على الاستدامة، وهو أعلى معدل بين الدول الاسكندنافية، وفقاً لما ذكرته شركة الأبحاث "Nordic Web".