دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- العائدات الضحمة المستهدفة من طرح حصة من شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" كانت في قلب خطة جريئة لفطم الاقتصاد السعودي عن اعتماده على النفط.
لكن الطرح الأولي العام لشركة أرامكو والمقدر بقيمة 100 مليار دولار، والذي كان مخططا له أن يرى النور العام الجاري أصبح محل شك رغم انتعاش أسعار النفط.
اكتتاب أرامكو الضخم عانى من تحديات منذ البداية، فقد كافح السعوديون لتحديد مكان إدراج أكبر شركة نفط في العالم، ثم قوبل التقييم المأمول بقيمة تريليوني دولار بالشكوك، إلى جانب مخاوف من أن الاكتتاب سيجبر المملكة على الكشف عن أسرار تخضع لحراسة مشددة.
وقال جيري بيلي وهو مدير تنفيذي سابق في اكسون موبيل في الشرق الاوسط في تصريحات لـ CNN "هناك شك ان يحدث اكتتاب عام لأرامكو."
من جانبها نفت المملكة العربية السعودية إلغاء الاكتتاب في أسهم شركة أرامكو، رغم أن المسؤولين على ما يبدو يقرون بأن الجدول الزمني قد يطول مرة أخرى.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان يوم الاربعاء ان الحكومة "ما زالت ملتزمة" بطرح ارامكو "في الوقت الذي تراه يواكب الظروف الامثل."
ويبدو الآن أن الوقت مناسب للاكتتاب العام، فالأسهم الأمريكية عند مستويات قياسية، وتضاعفت أسعار النفط ثلاث مرات تقريبًا من أدنى مستوياتها في عام 2016، لكن المحللين يشككون في طرح أرامكو على المدى القصير.
العقبة الرئيسية كانت في مكان إدراج أرامكو، وظهرت بورصة نيويورك كمنافس أبرز على الطرح الضخم، لكن خالد الفالح وزير الطاقة السعودي قال لـ CNN في مارس / آذار الماضي إن "التقاضي والمسؤولية يشكلان مصدر قلق كبير في الولايات المتحدة" كما أن المسؤولين في المملكة لا يريدون إخضاع شركة أرامكو "لهذا النوع من المخاطر".
بعض المحللين شككوا في توقعات السعودية بأن أرامكو قد تصل قيمتها إلى تريليوني دولار، والذي من شأنه أن يقدّرها بنحو ثلاثة أضعاف القيمة الكلية لشركتي إكسون موبيل وشيفرون.
وقال بريان يونجبرج، محلل الطاقة البارز في إدوارد جونز: "عندما تتطلع إلى اكتتاب عام، يكون لديك نظارات ورديه".
على الرغم من أن يونغبيرغ لا يملك تقديرًا لقيمة أرامكو الحقيقية، إلا أنه قال إن الشركة تواجه "نموًا منخفضًا جدًا".
وربما تكون القضية الأكبر هي أن الاكتتاب العام قد يكون أجبر المملكة على الإفصاح عن أسرار الدولة التي تخضع لحراسة مشددة حيث الذهاب إلى الطرح العام يتطلب الشفافية، ومن المرجح أن تضطر أرامكو إلى رفع غطاء السرية حول حجم احتياطيات النفط في المملكة، والتي كان إبقاءها سرية يضيف إلى نفوذ المملكة العربية السعودية داخل أوبك.
وقد تثير مشكلات طرح أرامكو شكوك حول التزام المملكة بالاستراتيجية الحكيمة المتمثلة في التنويع بعيداً عن الوقود الأحفوري عن طريق بيع حصة في أرامكو.
وقال جيم كران محلل الطاقة في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس إن المنطق وراء التنويع "لا يزال سليما" لكن الطريقة "تبين أنها معيبة".
لقد أجبر تعثر اكتتاب أرامكو المملكة العربية السعودية على البحث في مكان آخر عن الموارد، حيث يسعى صندوق الثروة السيادية في المملكة للحصول على تمويلات من البنوك الدولية بقيمة 12 مليار دولار، حسبما أفادت "فاينانشال تايمز" الخميس.