دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – لامست أسعار النفط في الأسواق العالمية، أعلى مستوى لها في 4 سنوات، خلال تعاملات الثلاثاء، مدعومة بنقص متوقع في الإمدادات القادمة من إيران، مع قرب دخول العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني حيز التنفيذ.
وارتفع سعر خام برنت، خلال تعاملات الثلاثاء، إلى 78 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ 4 سنوات، محققا بذلك مكاسب بأكثر من 10% منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، وحتى الآن.
وقال المحلل النفطي المستقل، كامل الحرمي، لـ CNN العربية، إن أسعار النفط الحالية تعكس حالة التخوف، وعامل عدم الاستقرار، التي تشهدها الأسواق، مع قرب قدوم شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والذي سيشهد بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني.
وأضاف: "أسواق النفط العالمية، ستفقد حوالي 1.3 مليون برميل من النفط الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، التصور الحالي يشير إلى أنه من الصعب ملء هذا الفراغ من الدول الكبري المنتجة من النفط مثل السعودية وروسيا وأمريكا"، لافتا إلى أن الصين بدأت تمتنع عن استيراد الخام الأمريكي، بسبب الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على منتجات صينية.
ويرى الحرمي، أن الأسعار سترتفع أكثر خلال الفترة الحالية، في ظل فترة الإعاصير الأمريكية، والتي قد ينتج عنها إغلاق المصافي الأمريكية، وهو ما يؤثر بشدة في أسعار الخام عالميا، ويدفعها للصعود.
ويتوقع المحلل النفطي، أن تقترب أسعار النفط كثيرا من مستوى 80 دولارا للبرميل خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لن تقبل ارتفاع أسعار النفط لهذه المستويات مع قرب انتخابات الكونغرس الأمريكي.
وقال "لتهدئة الأسعار، قد تتدخل الإدارة الأمريكية لبيع كميات من المخزون الأمريكي الاستراتيجي، هذا الخيار قد يصعب المهمة في خفض سعر البرميل".
وأضاف الحرمي "قد تستطيع السعودية مثلا زيادة صادراتها النفطية مع نهاية الشهر الحالي، بسبب انتهاء الصيف، لكن الطلب العالمي، عادة ما يرتفع في الأشهر القادمة بسبب قدوم الشتاء، لذلك فإن الأسعار ستظل غير مستقرة، إلا إذا سمحت أمريكا لكل من اليابان كوريا الجنوبية سنغافورة الهند وتركيا باستيراد النفط الإيراني".
واجتمع وزير الطاقة الأمريكية، ريك بيري، مع نظيره السعودي، خالد الفالح، أمس الإثنين، لمناقشة أوضاع أسواق النفط العالمية، حسب بيان وزارة الطاقة الأمريكية.
وتدخل العقوبات الأمريكية، على قطاع النفط الإيراني حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، فيما تتخوف الإدارة الأمريكية من ارتفاع أسعار الخام، قبيل انتخابات الكونجرس المقررة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت السعودية، في وقت سابق أنها ترضى بأسعار النفط بين 70 إلى 80 دولارا للبرميل، وكان ترامب قد طالب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بخفض أسعار الوقود.