السعودية تحاول إنقاذ مؤتمر "مستقبل الاستثمار".. وسيمنز آخر المنسحبين

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان مؤتمر الاستثمار السعودي "مبادرة الاستثمار في مستقبل"، أحد محاور رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمزمع عقده غدا الثلاثاء، الأكثر إثارة في قطاع الأعمال والتمويل بالعالم خلال الأيام العشرة الماضية.

وأظهرت القائمة المحدثة للمستحدثين في المؤتمر غياب مارسيلور كلاور، رئيس العمليات بمجموعة سوفت بنك، عن قائمة المتحدثين في المؤتمر، فيما لم يؤكد ماسيوشي سون الرئيس التنفيذي للمجموعة حضور المؤتمر بعد، بينما لم تصرح المجموعة حتى الآن بحضور رئيسها التنفيذي ورئيس العمليات المؤتمر من عدمه.

وتعد سوفت بنك من أكبر حلفاء السعودية والمستفيدين من استثماراتها الأخيرة، إذ أسست المجموعة بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الصندوق السيادي للمملكة، والذي يرأس مجلس إدارته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صندوقا استثماريا في التكنولوجيا يحمل اسم "رؤية سوفت بنك"، باستثمارات 93 مليار دولار، ضخت منها المملكة 45 مليار دولار، وكشف بن سلمان مؤخرا عن اعتزام المملكة ضخ 45 مليار دولار إضافية بالصندوق.

وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز الألمانية جون كايسر أحدث الرؤساء التنفيذيين العالميين الذين انسحبوا من حضور المؤتمر، وقال في بيان الإثنين: "سيمنز شريك موثوق للسعودية لعقود.. لكن في الوقت الراهن يجب ايجاد الحقيقة وأن تُحقق العدالة".

وتحتاج المملكة بشكل عاجل لزيادة الاستثمار الأجنبي لتنويع اقتصادها وإنهاء ما وصفه ولي العهد بأنه "إدمان" على النفط، وفقا لرؤية 2030، عن طريق نمو القطاع الخاص، وتعزيز السياحة والحد من البطالة على مدى العقد المقبل.

وتعرضت أجندة المتحدثين بالمؤتمر لتنقيح كبير خلال الأيام العشرة الأخيرة، بعد سلسلة الاعتذارات من معظم كبار المسؤولين التنفيذيين والمسؤولين الماليين العالميين الذين كان من المقرر أن يشاركوا فيما يطلق عليه "دافوس في الصحراء" ، احتجاجا على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله إلى قنصلية بلاده باسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وقالت مبادرة الاستثمار المستقبلي في بيان الأسبوع الماضي إن "المؤتمر سيحضره الآلاف من اأنحاء العالم في أجندة ثرية تتألف من أكثر من 40 جلسة ومناقشات مفتوحة وجلسات العمل".

ومن بين المدراء التنفيذيين الذين انضموا إلى قائمة المنسحبين من المؤتمر، الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان جيمي ديمون ، والرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي جون فلينت ، والرئيس التنفيذي لبلاكر لاري فينك ، والرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" دارا خسروشاهي، رغم أن السعودية تعد من كبار المستثمرين بالشركة، كما اعتذر عن الحضور أيضا وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين والمدير الإداري لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

وقال جاربيس ايراديان كبير الاقتصاديين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في معهد التمويل الدولي: "قصة خاشقجي أضرت بسمعة المملكة وزادت من عدم اليقين السياسي"، وأضاف أن : " الشركات قد تؤجل أو تقلل من التعامل التجاري في المملكة وتتبني الانتظار والترقب".

لكن غياب الأسماء العليا لن يضع حداً للمناقشات حول الفرص التجارية المستقبلية، فبعض الشركات سترسل كبار المسؤولين التنفيذيين والمصرفيين، فرغم انسحاب المديرين التنفيذيين لكل من مورجان ستانلي واتش اس بي سي، إلا أنهما سيرسلان ممثلين لهما، كما سيتحدث فرانك بوتيغاس، رئيس الأعمال الدولية بمورجان ستانلي في المؤتمر، وآخرون، مثل إيرباص التي لديها 1000 موظف بالمملكة وترغب في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة رغم سحب كبار المسؤولين التنفيذيين.

كما سيحضر مسؤولون من حكومات الإقليم مثل الإمارات العربية المتحدة، إذ أعرب الكثير منهم عن تضامنهم مع موقف المملكة العربية السعودية من مقتل خاشقجي.

وسيقود صندوق الاستثمار المباشر الروسي، صندوق الثروة السيادي، وفدا يضم أكثر من 30 من رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين الروس.

وقال الرئيس التنفيذي للصندوق كيريل ديميترييف في بيان الجمعة : "نحن نقدر الحوار البناء وسعداء لتبادل الخبرات، وتحديد المشاريع المشتركة الجديدة ومناقشة المجالات الواعدة لتطوير التعاون الشامل بين مجموعة واسعة من الشركاء من روسيا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى" .

ومن المرجح أيضا أن يحضر المؤتمر تنفيديون كبار بقطاع النفط، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، والتي وقعت مطلع الشهر الجاري اتفاقا لإقامة مجمع بتروكيماويات بتكلفة 5 مليارات دولار في المملكة.