إسلام أباد (CNN)— أبطلت المحكمة العليا في باكستان، الأربعاء، حكما بإعدام المواطنة المسيحية، آسيا بيبي، التي وجدت مذنبة في العام 2010 بتهمة "قذف النبي محمد" وصدر بحقها حكم بالإعدام منذ ذلك الوقت.
وكانت أسيا بيبي، أم لخمسة أولاد من محافظة بنجاب، قد أدينت بتهمة "قذف النبي محمد" خلال نقاش دار بينها وبين زملائها المسلمين، كما رفضت مجموعة من العاملات الشرب من دلو ماء أمسكته لأنها ليست مسلمة، إلا أن أسيا بيبي، قالت إن المسألة كانت محاولة النساء اللواتي لم يحببنها "الأخذ بثأرهن".
وقال ديفد كاري، الرئيس التنفيذي لمنظمة "Open Doors USA"، التي تمارس الضغط بالنيابة عن الأقليات المسيحية، إن التهم الموجهة ضد أسيا بيبي "نابعة من هويتها المسيحية بالإضافة إلى اتهامات باطلة ضدها"، مضيفاً: "نأمل أن تتخذ باكستان خطوات إضافية لتوفير الحرية الدينية وحقوق الإنسان الأساسية في جميع أنحاء البلاد".
ويعاقب القانون الباكستاني على جريمة "التجديف" بالسجن المؤبد أو الإعدام، إلا أنه واجه العديد من الانتقادات من جماعات حقوق الإنسان الدولية، كما استخدم بشكل غير مناسب ضد الأقليات الدينية في البلاد ولملاحقة الصحفيين المنتقدين للمؤسسة الدينية الباكستانية.
وكانت قضية أسيا بيبي، قد واجهت غضباً واسعاً ودعماً من المسيحيين في جميع أنحاء العالم، إلا أنها تلقت أيضاً إدانات من جماعات إسلامية محافظة في باكستان، إذ طالبوا بتنفيذ عقوبة الإعدام وهددوا بالخروج باحتجاجات واسعة النطاق في حال إطلاق سراحها.
وأدت القضية إلى جدل واسع ووسعت الشرخ بين اللبراليين والمحافظين بالمجتمع الباكستاني، بينما تركت العديد من المؤيدين خائفين من التحدث بالنيابة عن المتهمة، إذ قتل السياسي سلمان تيسير برصاص حارسه الشخصي، ممتاز قدري، بعدما عبر عن دعمه لآسيا بيبي وإدانة قانون "التجديف" في البلاد.
وتطلع العديد من الإسلاميين المتشددين إلى قدري، الذي استسلم أمام الشرطة وأعدم لاحقاً، واعتبر "شهيدا" بنظرهم، إذ تجمهر الآلاف في جنازته، عام 2016، وحضر قادة الأحزاب السياسية الإسلامية البارزة الجنازة، بينما حمل أنصاره اللافتات احتفالاً "بشجاعته".
بدورها قالت باحثة منظمة العفو الدولية، ربيعة محمود إن أحد الأسباب التي جعلت قضية آسيا بيبي مثيرة للجدل هو "فشل الحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات فعالة للحد من حملة الكراهية والعنف التي تحرض عليها جماعات معينة في البلاد بعد إدانتها".
وتوصلت CNN إلى أن دولتين غربيتين عرضتا على أسيا بيبي اللجوء بعد إطلاق سراحها، ولكن من المحتمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى احتجاجات من قبل الجماعات الإسلامية، بينما ستعد أيضاً اختباراً لرئيس وزراء باكستان الجديد، عمران خان، الذي أعرب خلال حملته الانتخابية عن تأييده لقانون التجديف.