مخاوف أمريكية من انتقام إلكتروني إيراني.. والبنوك تستعد

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة (CNN) - عندما أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على إيران الإثنين الماضي، كانت البنوك الأمريكية تستعد للهجمات الإلكترونية الإيرانية الانتقامية، التي سبق أن نفذتها طهران قبل 7 سنوات.

ويعتقد المسؤولون التنفيذيون بالبنوك أن القراصنة الإيرانيين قد يحاولون تعطيل الخدمات المالية، كما فعلوا بين عامي 2011 و 2013، عندما أوقفوا المواقع الإلكترونية للبنوك وغيرها من الخدمات المالية عبر الإنترنت.

في الأسبوع الماضي، دخل مراسل CNN مركز دفاع الأمن السيبراني لأحد أكبر البنوك في نيويورك، حيث صنفت شاشات المراقبة "المتسللين الإيرانيين" على أنهم "التهديد الأكثر أهمية" في الوقت الراهن. وقال كبير مسؤولي الأمن السيبراني بالبنك إن فريقه مستعد للانتقام، لأن إيران قد ترد نتيجة العقوبات التي أعيد فرضها.

وطلب البنك عدم الكشف عن هويته، نظرا لوجود مخاوف من توجيه إيران المتسللين للهجوم إلى المؤسسة، وقال إن جميع البنوك في حالة تأهب بالفعل.

وأعلنت القيادة الإلكترونية للولايات المتحدة، وهي وحدة قرصنة داخل وزارة الدفاع، إنها تعمل جنبا إلى جنب مع جهود حكومية أخرى لمواجهة "الأنشطة السيبرانية الخبيثة".

وقال الكولونيل اديريكا هاريس لـCNN: "رغم قدرات إيران الإلكترونية المحدودة مُقارنة ببعض الدول الأخرى، إلا أنها أثبتت استعدادًا أكبر لإجراء هجمات إلكترونية مدمرة تتجاوز معايير سلوك الدولة في وقت السلم".

وقد تتلقى شركات القطاع الخاص الهجمة الأولى، كما أكد مسؤولان سابقان في الحكومة الفيدرالية والعديد من خبراء الأمن السيبراني لـCNN أن البنوك الأمريكية الكبرى تشعر بالقلق إزاء الانتقام الإيراني.

وأعادت إدارة ترامب فرض جميع العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي رفعتها إدارة أوباما كجزء من الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، كما أضافت العقوبات قرابة 700 فرد ومؤسسة وطائرة وسفينة إيرانية إلى قائمة العقوبات الأمريكية، بما في ذلك 50 مؤسسة مالية إيرانية، مما يجعل من الصعب على هذه الأهداف المشاركة في الأعمال التجارية بالعالم، وأصدرت الحكومة الإيرانية تصريحات علنية بأنها تعتزم تحدي العقوبات الأمريكية.

وازدهرت أعمال شركات الأمن السيبراني الخاصة لحماية البنوك الكبرى والشركات من المتسللين الإلكترونيين، وحذرت عملائها من أجل زيادة دفاعاتهم أمام هجوم محتمل.

وقال جون هولتكويست مدير الأبحاث في إحدى شركات الأمان الإلكترونية فاير آي، التي توفر الخدمات للبنوك الكبرى: "البنوك تنظر بشكل صارم للتهديدات الإيرانية في الوقت الحالي، لقد نصحنا جميع عملائنا في مجال البنية التحتية للنظر في الأعمال العدائية التاريخية للقراصنة الإيرانيين في ظل التطور الجديد".

وبحسب الاتهامات التي وجهتها وزارة العدل الأمريكية قبل عامين، فقد أطلقت إيران هجمات إلكترونية هائلة ضد القطاع المصرفي الأمريكي  بين عامي 2011 و 2013، ونجحت في التشويش على خدمات الإنترنت الخاصة بالبنوك.

بدأت الهجمات في ديسمبر/كانون الأول 2011 وراتفعت وتيرتها في سبتمبر/أيلول 2012، عندما عطلت بشكل كبير وصول العملاء إلى مواقع بنك أوف أميركا، وجي بي مورغان تشيس، وويلز فارغو، وبنك يو إس، وبنك بي إن سي.

وقال جوشوا موتا، الذي شاهد الهجمات أثناء عمله في Cloud flare، وهي خدمة إنترنت تحمي المواقع الإلكترونية، لـCNN: " الجميع يترقب، يؤكد الأغلبية أن حملة القرصنة ستُستأنف بعد العقوبات، ولا أعتقد أنه سيكون مقصورا على البنوك".

وربما تطول الهجمات البنية التحتية للطاقة أيضا، كما فعلت روسيا في وقت سابق من هذا العام، وفقا لوزارة الأمن الداخلي.