من أحياء طهران الفقيرة إلى ملياردير الألعاب.. من هو إسحق لاريان؟

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
من أحياء طهران الفقيرة إلى ملياردير الألعاب.. من هو إسحق لاريان؟

(CNN) - في مكتب الملياردير الإيراني الأصل إسحق لاريان بلوس أنجلوس، رف مزدحم بالفواتير التي وقعها المراهنون على فشل منتجاته، وخسروا الرهان.

حقق الملياردير إسحق لاريان، البالغ من العمر 64 عامًا ، ومؤسس شركة الألعاب MGA Entertainment ومديرها التنفيذي، بعض الانتصارات الكبيرة على مر السنين، في مقدمتها إطلاق دُمى "براتز" الشهيرة عام 2001، واستحواذه على العلامة التجارية ليتل تايكس عام 2006، لكنه فشل في تحقيق بعض أحلامه مثل الاستحواذ على شركة منافسة.

نشأ إسحق لاريان في أحد الأحياء الفقيرة في طهران، حيث لم يكن بمقدوره الحصول على الخبرات التي يسعى لتقديمها للأطفال من خلال شركة الألعاب، وامتلك والده متجرا صغيرا لبيع المنسوجات وساعده لاريان في تنظيم المخزن وجمع المدفوعات من الزبائن.

ويقول لاريان في حديث لشبكة CNN: "كنت أعمل منذ أن كنت في التاسعة من عمري، كنت أذهب إلى المدرسة، ثم إلى المتجر، ثم أقوم بواجبي المنزلي وأنام، هذه هي طفولتي".

هروبه الوحيد كان لمشاهدة أفلام هوليوود، إذ يقول: "هذه كانت فكرتي عن أمريكا".

وعندما بلغ 17 عامًا، أقنع لاريان والديه بالسماح له بالسفر إلى الولايات المتحدة للبحث عن فرصة أفضل، مما دفعهما لاقتراض 753 دولار من أعمامه وشراء تذكرة طيران في اتجاه واحد فقط إلى لوس أنجلوس، التي وصلها عام 1971 ولا يحمل سوى حقيبة وبطانية صفراء أعطتها له والدته.

ويقول لاريان: "كنت خائفاً، لا أزال طفلاً في السابعة عشرة من عمري، لم أكن أتحدث الإنجليزية ولم يكن لدي أي مكان للنوم، كنت أتجول في المدينة أبكي وجائعا، كنت مفلس ولم أستطع العثور على وظيفة".

بمساعدة صديق، وجد المراهق الإيراني شقة وعمل في غسل الصحون بمقهى ليكسب 1.65 دولار في الساعة، قبل أن يصبح نادلا في النهاية.

وبعد الادخار لمدة عام تقريبًا، التحق لاريان بكلية لوس أنجلوس ساوثويست بدوام جزئي، وهي كلية محلية.

ويقول: "درست في الكلية، ومثل العديد من المهاجرين تعلمت اللكنة الأمريكية من خلال مشاهدة التلفزيون والأفلام"، وانتقل بعد ذلك إلى جامعة كاليفورنيا، التي تخرج منها عام 1978 كمهندس مدني، لكنه سرعان ما أدرك أن لديه طموحات أخرى.

يقول لاريان: "عرفت أنني كنت أريد أن أصبح رائد أعمال، هذا ما تعلمته من العمل في متجر والدي بإيران".

الشجعان يصنعون الثروة

وسرعان ما بدأ لاريان نشاطًا تجاريًا صغيرًا عبر البريد باسم "Surprise Gift Wagon"، باع من خلاله منتجات زخرفية مستوردة من آسيا، ويقول: "كنت أعمل من المنزل، وفي حوالي 9 أشهر، بلغت مبيعاتي 30 ألف دولار".

بعد ذلك بوقت قصير، بدأ أيضًا بيع الإلكترونيات المستوردة، مثل ألعاب الفيديو، وبنهاية الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت شركته الموزع الرسمي الأول لألعاب الفيديو في الولايات المتحدة،وقام لاريان بتغيير اسم الشركة إلى  Micro Games of America، وفي أواخر التسعينيات، ازدادت مجموعة منتجات شركته توسعا، وتم تغيير اسم الشركة مرة أخرى إلى MGA Entertainment.

وفي هذا الوقت عرض مخترع ألعاب يدعى جو تروشس على ريان نموذجًا أوليًا لدمية، لتصبح في 1997 هي أول لعبة انتجتها شركته.

وحقق لاريان أكبر إنجاز له في 2001، مع إطلاق دمى براتز، التي تحولت إلى ظاهرة عالمية خلال 5 سنوات فقط ، لتمثل نحو 75 ٪ من إجمالي المبيعات.

وتعثر براتز بعد معركة قانونية مع شركة "ماتيل" حول ملكية العلامة التجارية، بعد أن زعمت الاخيرة أن المخترع، كارتر براينت، طور فكرة "براتز" عندما كان لا يزال موظفًا في شركة "ماتيل"، لتمنعه المحكمة من بيع الدمية حتى صدر حكم لصالحه عام 2011.

ومنذ انتهاء النزاع القانوني مع شركة ماتيل، توسعت شركة رايان، لتعد حاليا أكبر شركة ألعاب خاصة في الولايات المتحدة بمبيعات سنوية تزيد على مليار دولار، حسب لاريان، وتحقق الشركة أرباحا، رفض لاريان الكشف عنها.

ويقول لاريان: "يمكنني القيام بكل ما أريد، ولا أريد إلا الاستمرار في الابتكار، هو أمر حيوي لصناعتنا".