دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-قال خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، إن "منطقة الحدود الشمالية من المملكة تحتضن حوالي 7% من المخزون العالمي من الفوسفات، إلا أن تطوير هذه المخزونات واستغلالها، مثّل تحديًا تضاريسيًا وتنسيقيًا ولوجستيًا هائلًا، بسبب موقعها في عمق الصحراء".
جاء ذلك خلال مراسم افتتاح الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الخميس، المرحلة الأولى من مشروع وعد الشمال بتكلفة ناهزت 14.7 مليار دولار، ووضع حجر الأثاث للمرحلة الثانية التي ستتكلف 8 مليارات دولار.
وتبلغ مساحة مدينة وعد الشمال الصناعية 290 كيلومتر، ومساحة اضافية 150 مليون متر لصناعة الفوسفات فقط، وتتضمن المدينة منطقة خدمات ومركز لإنتاج الغاز التقليدي ومنطقة صناعية وأخرى سكنية ومعهد للتعدين، وتولت شركة "معادن" اقامة البنية التحتية للمدينة.
وأضاف الفالح: "ها هي مدينة وعد الشمال، التي تقع في مُحافظة طريف، آخر محطات الضخ على خط التابلاين سابقاً، قد أصبحت اليوم، أولى محطات سلسلة صناعة الفوسفات الوطنية العملاقة، التي تبدأ من هذا المجمّع".
وخط تابلاين هو خط أنابيب نفطي يمتد من القيصومة، جنوب شرق حفر الباطن، التي تقع شمال المنطقة الشرقية، حتى ميناء صيدا في جنوب لبنان، وجاءت تسميته من اختصار عبارة Trans-Arabian Pipeline، أي خط الأنابيب عبر البلاد العربية، وبدأ تشغيل هذا الخط عام 1950 في نقل النفط إلى لبنان ومنه إلى أسواق اوروبا وأمريكا عبر البحر المتوسط.
وذكر أن استثمارات المملكة في المرحلة الثانية من المشروع تبلغ 31 مليار ريال ( 8 مليارات دولار)، تشمل معمل الأسمدة الفوسفاتية، الذي تبلغ طاقته 3 ملايين طن سنويًا، إلى جانب استكمال تطوير البنية التحتية، وباكتمال هذه المرحلة، سيرتفع إنتاج المملكةإلى 9 ملايين طن سنويًا، لتُصبح ثاني أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية في العالم، بالإضافة إلى تعزيز الدخل الوطني.
بينما قال الدكتور نبيل بن محمد العامودي، وزير النقل السعودي، إن: " الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" ساهمت بتطوير وتأسيس مدينة وعد الشمال الصناعية من خلال ربط المدينة بشبكة خطوط حديدية بقطار الشمال، وتخصيص خط يبلغ طوله 1550 كيلو مترًا، هو الأطول في الشرق الأوسط .. بمقطورات مخصصة لنقل المعادن، لتصبح الشريان الاستراتيجي لنقل وصناعة التعدين بالمملكة".
ويتصل الخط الحديدي بمدينة وعد الشمال الصناعية عبر خط حديدي بالشبكة الحديدية لقطار الشمال، إضافة إلى تنفيذ وصلة لربط معامل الكبريت المصهور التابعة لشركة أرامكو في منطقة واسط وبري، وإلى مدينة رأس الخير على الساحل الشرقي.
وأوضح الدكتور العامودي أن قطارات "سار" للمعادن تساهم في ترشيد كفاءة الطاقة وحماية البيئة، وتوفير ما نسبته 70% من وقود الديزل الذي تحتاجه الشاحنات لنقل الكميات نفسها من مدينة وعد الشمال وإليها، بالإضافة لتخفيف العبء عن الطرق العامة والمحافظة على بنيتها التحتية مدة أطول، والحد من حوادث الطرق، حيث يزيح قطار التعدين أكثر من 70 ألف شاحنة شهريًا عن الطرق.
وبحسب وزير النقل السعودي، فإنه منذ بدء تدشين نقل المعادن بالقطارات في عام 2011 ، تمكنت قطارات "سار" من نقل أكثر من 37 مليون طن من الفوسفات، والبوكسايت، والكبريت المصهور، وحمض الفوسفوريك، ووصل عدد الشحنات التي تخص مدينة وعد الشمال إلى نحو مليوني طن.