نيويورك (CNN) -- وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، تهما جنائية ضد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "هواوي"، في تصعيد جديد لخلافها مع الشركة الصينية، من المحتمل أن يعرقل جهود واشنطن وبكين، الرامية إلى إنهاء الحرب التجارية المدمرة بين البلدين.
وكشفت وزارة العدل الأمريكية، الإثنين، عن قضيتين ضد شركة هواوي، تحمل عددًا كبيرًا من الادعاءات، حيث تتهم إحدى لوائح الاتهام شركة هواوي بمحاولة سرقة أسرار تجارية من شركة (تي. موبايل يو.إس)، عبر منح مكافآت واعدة للموظفين الذين جمعوا معلومات سرية عن المنافسين.
وادعت لائحة اتهام ثانية، أن الشركة انتهكت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إضافة إلى اتهامات رسمية ضد منغ وان تشو، المدير المالي لشركة هواوي، التي ألقي القبض عليها في كندا مطلع ديسمبر/كانون أول الما ضي، وتتطلع الولايات المتحدة لتسليمها.
وقال النائب العام ماثيو وايتيكر في بيان: "نعلن عن توجيه اتهامات جنائية ضد شركة هواوي العملاقة للاتصالات وشركائها، لما يقرب من جزمتين من الجرائم".
وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، في مؤتمر صحفي، أن شركة هواوي اعتمدت على ممارسات تجارية غير "نزيهة" تتناقض مع المبادئ الاقتصادية للشركات الأمريكية والولايات المتحدة.
وقالت شركة هواوي، الثلاثاء، إنها "أصيبت بخيبة أمل" بسبب التحرك الأمريكي لتوجيه الاتهامات ضدها، نافية أنها ارتكبت أو أي من شركاتها الفرعية أو التابعة لها أيًا من الانتهاكات المزعومة للقانون الأمريكي المنصوص عليها في كل لائحة اتهام.
من جانبها، ردت الحكومة الصينية بغضب على الاتهامات الأمريكية، متهمة الولايات المتحدة باستخدام "سلطة الدولة الخاصة بها لتشويه واستهداف الشركات الصينية، في محاولة لضرب عملياتها التجارية القانونية".
وقال جينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: "نحث الولايات المتحدة بشدة على وقف حملتها غير المعقولة على الشركات الصينية بما في ذلك شركة هواوي".
وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تسحب فورا مذكرة توقيفها ضد السيدة منغ، وعدم تقديم طلب رسمي للسلطات الكندية لتسليمها.
وتتضمن لائحة الاتهام، أن شركة هواوي عملت لسنوات على سرقة تكنولوجيا اختبار الهاتف الخاصة بـ"T-Mobile"، والمعروفة باسم "Tappy"، حيث قامت هواوي بتوفير الهواتف للشركة الأمريكية، وتمكنت من الوصول إلى بعض المعلومات عنها عبر هذه الهواتف.
وتشمل لائحة اتهام أخرى، 13 تهمة ضد شركة هواوي والسيدة مينغ في محكمة بروكلين الفيدرالية، تشير إلى خطط من جانب "هواوي" لخداع المؤسسات المالية والحكومة الأمريكية، بشأن نشاطها التجاري مع إيران.
ووفقاً للائحة الاتهام، يعود ذلك إلى منتصف عام 2007، عندما أكد مؤسس شركة هواوي، أن الشركة لم تنتهك القوانين الأمريكية، وأنها لم تتعامل مباشرة مع أي شركة إيرانية.
وبحسب لأئحة الاتهام، فإن الشركة والسيدة منغ ادعتا أن شركة تابعة، هي شركة Skycom ، كانت شركة منفصلة من أجل إدارة أعمال في إيران، بينما كانت في الواقع الشركة تابعة لـ"هواوي"، وهو ما تنفيه الشركة الصينية والسيدة منغ.
وتتعرض شركة هواوي لمشكلات في دول أخرى، ففي وقت سابق من هذا الشهر، ألقي القبض على مسؤول تنفيذي من "هواوي" في بولندا بتهمة التجسس لصالح الصين.
وأفادت تقارير أن ألمانيا ودول أوروبية أخرى تفكر في منع معدات "هواوي" من شبكات الجيل الخامس في البلاد، فيما تم حظر الشركة بالفعل من توريد معدات "5G" إلى أستراليا ونيوزيلندا.