لندن، المملكة المتحدة (CNN) - تدعو الشركات إلى تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لتجنب سيناريو الانسحاب في 29 مارس/آذار دون صفقة تحمي التجارة.
وقال جيمس ستيوارت، رئيس ملف "بريكست" في شركة KPMG: "العديد من الشركات التي نتحدث معها تدعو للتأجيل، في هذه المرحلة، يشعر حتى أكثر عملائنا اطلاعا على المعلومات بالقلق".
ورفض المشرعون البريطانيون صفقة الخروج التي تفاوضت عليها رئيس الوزراء، تيريزا ماي، ومسؤولو الاتحاد الأوروبي.
وسيصوت البرلمان، الثلاثاء المقبل، على التعديلات التي من شأنها أن تعطي المشرعين مزيدا من السيطرة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس هناك ما يضمن كسر الجمود، وليس هناك ما يشير إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي سيتفاوضون من جديد.
وبالنظر إلى الموعد النهائي الذي يقترب بسرعة والعواقب الاقتصادية الوخيمة التي قد تنجم عن الانسحاب دون اتفاق، أصبح تأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر قبولًا للأعمال، وكانت الاتحادات التجارية تطالب بوضوح شروط الانفصال وعلاقات بريطانيا التجارية المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.
لكن تركيزهم تحول في الأسابيع الأخيرة إلى منع الانفصال دون صفقة بأي ثمن، وسيتعين على الاتحاد الأوروبي الموافقة على طلب المملكة المتحدة بالتأجيل.
تكلفة الانفصال دون صفقة
وانضمت ماكدونالدز وكنتاكي، الإثنين، إلى بائعي التجزئة البريطانيين للتحذير من أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار سيؤدي إلى اضطرابات عديدة في سلاسل التوريد الخاصة بها.
وقالت الشركات إنها تقوم بتخزين البضائع قدر الإمكان، ولكن كل مساحات التخزين المجمد والمثلج مستخدمة بالفعل وتوجد مساحة تخزين باقية قليلة للغاية، كما حذروا من تأثير مدمر على المزارعين في المملكة المتحدة.
وذكرت شركة إيرباص الأسبوع الماضي، إنها ستضطر إلى إعادة توجيه الاستثمار المستقبلي إذا ما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت فورد إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكلفها 800 مليون دولار في 2019.
وسيؤدي الانسحاب غير المنظم من الاتحاد الأوروبي إلى تكاليف وحواجز تجارية جديدة للشركات في بريطانيا، وقد يضع الموردون شركات التصنيع البريطانية في موقف صعب.
وقال مارك إسيكس، مدير السياسة العامة في KPMG، إن حالة الضبابية يمكن أن تسبب في مشاكل أكبر للشركات، مضيفا أن محلات السوبر ماركت تفكر في المكان الذي يأتي منه الخبز والموز، لكن ما قد لا تفكر فيه هو المكان الذي ستأتي منه قطع غيار مبرداتها بعد الانفصال، ماذا لو كانت عالقة في ألمانيا؟
ووفقاً لاتحاد الشركات الصغيرة، تعتقد 41٪ منها أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون له تأثير على أعمالهم، لكنهم لم يبدأوا بعد في التخطيط لهذا الاحتمال.
تأخير الاستثمار
في حين أنه قد يكون خيارًا جذابًا للأعمال، إلا أن تأخر بريكست قد يأتي بتكاليف أخرى، وقد اشتكت الشركات الكبيرة والصغيرة منذ الاستفتاء في يونيو/حزيران 2016 من أن عدم اليقين بشأن القواعد التجارية المستقبلية دفعها إلى تأخير الاستثمار، وتأجيل الانفصال يعني مزيد من عدم اليقين.
وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، انخفض الاستثمار في الأعمال التجارية في المملكة المتحدة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول، وهو أطول انخفاض منذ الأزمة المالية العالمية، ونقلت البنوك والشركات المالية الأخرى بالفعل أصولاً بقيمة 800 مليار جنيه إسترليني، (تريليون دولار)، على الأقل من بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي بسبب انفصال الأولى، وفقاً لايرنست آند يونج.