نيويورك، الولايات المتحدة (CNN) - تتزايد أوجه التشابه بين ما يحدث اليوم في أسواق المال العالمية، وانفجار فقاعة الدوت كوم مطلع الألفية، حسب ما يرى مارك يوسكو، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مورغان كريك كابيتال مانجمنت.
ففي أواخر عام 2000، تراجعت الأسهم الأمريكية مع خروج المستثمرين من أسهم التكنولوجيا، لكن وول ستريت انتعشت في يناير/كانون الثاني 2001، ما دفع الكثيرين لاستنتاج أن الأسوأ قد انتهى، لكن الحقيقة كانت مختلفة.
وقال يوسكولـCNN: "نحن بالتأكيد في سوق هابطة، بدأت في 21 سبتمبر من العام الماضي"، في اشارة إلى اليوم الذي سجل فيه مؤشر ستاندارد آند بورز 500 أعلى مستوى قياسي له.
وانخفضت الأسهم الأمريكية، حسب ستاندرد آند بورز 500، بنحو 20 ٪ بين الخريف الماضي وعشية عيد الميلاد.
هل هي حلقة مفرغة؟
ويعتقد يوسكو أن أسعار الأسهم في سوق الأوراق المالية مرتفعة للغاية وستتراجع في النهاية بين 40٪ إلى 50٪ على الأقل من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وقال: "سهم أمازون به فقاعة، السهم مخيف للغاية، وسهم نيتفليكس أسوأ منه".
وأحد الاختلافات الجوهرية بين الوضع الحالي وبين فقاعة الدوت كوم هو أن معظم أسهم التكنولوجيا الشائعة اليوم مربحة، بالإضافة لارتفاع الاستثمار غير الفعال، فعلى مدى العقد الماضي تدفقت الأموال الرخيصة إلى الصناديق لتتداول في البورصة متبعة المؤشرات بشكل أعمى.
وأضاف أن هذا كان مُربحا خلال أوقات الازدهار، لكنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية عندما يتدافع المستثمرون للخروج من السوق في وقت واحد.
الأسواق عادت إلى الحياة
عاد المستثمرون مرة أخرى إلى أسهم شركات التكنولوجيا في 2019، مع تراجع المخاوف من ركود وشيك بسبب تحسن التقارير الاقتصادية، والاقتراب من حل للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واتجاه الاحتياطي الفيدرالي لعدم رفع الفائدة من جديد، وارتفع مؤشر داو جونز بنحو 400 نقطة، الثلاثاء، حيث لامس أعلى مستوياته في شهرين، مع اقتراب الكونجرس والبيت الأبيض من التوصل إلى اتفاق لتفادي إغلاق الحكومة.
وحث بنك يو بي اس المستثمرين المتوترين في تقرير، الأسبوع الجاري،على عدم تسييل أسهمهم، وأن ينظروا على المدى الطويل مع الأخذ في الاعتبار التحوط من محافظهم الاستثمارية.
وكتب مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في يو بي اس جلوبال مانجمنت: "لا نعتقد أن الركود أو الانكماش وشيك، مع ذلك ينبغي على المستثمرين أخذ حذرهم والاستعداد للفترة المقبلة من تقلبات السوق".
وكان يوسكو، مثل معظم المحللين المخضرمين، مخطئًا من قبل، ففي عام 2015، توقع أن يتجه الاقتصاد للركود، حينما تباطأ الاقتصاد الصيني بشكل حاد وانهارت أسعار النفط.
مع ذلك، حث يوسكو المستثمرين على عدم تشتيت انتباههم بالبداية الحافلة لـ2019، وتوقع أن يخسر مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بين 13٪ إلى 14٪ هذا العام، وقال: "الأمر يشبه كرة مطاطية ترتد على مجموعة من السلالم. كلما ارتدت لأعلى كانت نهايتها أسوأ".
ومثلما كان عام 2002 أكثر الأعوام إيلاما مع انفجار فقاعة الدوت كوم، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 23٪، يرى يوسكو أن عام 2020 سيكون مشابها، مع تضخم الديون المستحقة مع اقتراب 2020.
وبالطبع ستحاول البنوك المركزية العالمية أن تنقذ الموقف، كما فعلت خلال الأزمة المالية عام 2008. لكن يوسكو لا يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي ونظرائه الأجانب لديهم القدرة هذه المرة، لأن أسعار الفائدة لا تزال منخفضة للغاية كما أن ميزانيات البنوك المركزية متضخمة.