هونغ كونغ (CNN) -- تصاعدت هجمات المتسللين الصينيين "الهاكرز" بشكل كبير على الشركات الأمريكية، خاصة بعد اختلاف الدولتين حول التجارة والتكنولوجيا، فيما يشير إلى انتهاء الاتفاق بين الحكومتين على عدم سرقة الأسرار التجارية والملكية الفكرية الذي يعود لأربع سنوات مضت.
وقال مايكل سينتوناس نائب رئيس تكنولوجيا الأمن، في شركة كرود ستريك الرائدة في مجال الأمن السيبراني: "شهدنا زيادة كبيرة العام الماضي في جهود مجموعات تتخذ من الصين مقراً لها لاقتحام أنظمة الشركات الأمريكية لتحقيق مكاسب تجارية، وظلت الهجمات مستمرة".
وقالت كرود ستريك، الثلاثاء، إن زيادة الهجمات على الأهداف الأمريكية، والتي تشمل شركات الاتصالات وشركات الأدوية وسلاسل الفنادق، من المحتمل أن تكون مرتبطة بتزايد التوترات بين واشنطن وبكين.
وكانت الهجمات الصينية على الشركات الأمريكية قد تراجعت في السنوات الأخيرة، بعد اتفاق الحكومتان عام 2015 على عدم سرقة الأسرار التجارية والملكية الفكرية ضد بعضهما البعض لتحقيق مكاسب تجارية. وقالت كرود ستريك: "يبدو أن هذا الاتفاق قد انتهى".
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشكل حاد العام الماضي، حيث فرضت واشنطن رسوما جمركية ثقيلة على قطاعات ضخمة من الصادرات الصينية، واتخذت إجراءات صارمة ضد بعض أكبر شركات التكنولوجيا في البلاد ومن بينها هواوي وشركة زد.تي.اي.
ونفت الحكومة الصينية مرارًا تورطها في الهجمات الإلكترونية.
وحتى بعد أن اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ، على هدنة في الحرب التجارية في ديسمبر/كانون أول، استمرت الحكومة الأمريكية في الضغط على بكين في لوقف الهجمات الإلكترونية.
واتهمت وزارة العدل الأمريكية اثنين من المواطنين الصينيين في أواخر ديسمبر/كانون أول بالمشاركة في خطة قرصنة عالمية لسرقة أسرار الأعمال كجزء من حملة زعمت أن الحكومة الصينية تقف ورائها.
وبعد توجيه الاتهامات، حثت وزارة الخارجية الصينية الحكومة الأمريكية على التوقف عن تشويه سمعة الصين بخصوص الأمن السيبراني وسحب الاتهامات المزعومة ضد المواطنين الصينيين لتجنب إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين.
وأدى الهجوم الأمريكي على شركة هواوي إلى توتر العلاقات بين البلدين، وضغطت واشنطن على حلفاءها لمنع شركة هواوي من المشاركة في شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة، قائلة إن الحكومة الصينية قد تستخدم معداتها للتجسس.
كما وجه ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة اتهامات إلى شركة هواوي وواحد من كبار مدرائها التنفيذيين بشأن تزوير مصرفي وتهرب من العقوبات.
وترفض شركة هواوي ادعاءات الخطورة الأمنية لمنتجاتها وتنكر جميع الاتهامات الأمريكية.
ويستهدف المتسللون في الصين مشغلي الاتصالات بشكل خاص في جميع أنحاء العالم، وفقا لكرود ستريك، وهي مسألة حساسة في وقت تتجادل فيه العديد من الحكومات، تحت ضغط من الولايات المتحدة، حول ما إذا كان استخدام معدات هواوي في الجيل الجديد من الشبكات اللاسلكية يشكل خطرًا أمنيًا.
وقال سينتوناس إن شركات الاتصالات تعد هدفا شائعا للقراصنة لما لديهم من قدر هائل من المعلومات عن عامة الناس ومنظمات أخرى كالحكومات والشركات، وأضاف أن الشركات في قطاع الضيافة تتعرض لهجوم متكرر لأسباب مماثلة.
واتهمت الإدارة الأمريكية العام الماضي الصين في الهجوم على سلسلة فنادق ماريوت ستاروود، وهو ما يمكن أن يعرض المعلومات الشخصية لحوالي 500 مليون نزيل للخطر.