نشر هذا المقال بالتعاون مع موقع التوظيف الإلكتروني بيت.كوم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يتحتّم عليك في مرحلةٍ من حياتك تحديد أهدافك وطموحاتك المستقبلية، في الوقت الذي لا تستطيع فيه تحديد أبسط الأمور في الحياة! إنّه أمرٌ طبيعي، إذ أنّ العديد من الباحثين عن عمل يقعون في هذا المأزق، حيث لا يستطيعون وضع خطة لمستقبلهم، وليس لديهم أي هدف واضح فيما يتعلّق بماذا سيصبحون في المستقبل.
من الطبيعي ألا تكون قد وضعت هدفاً مهنياً بعد، خصوصاً إذا ما كنتَ خريجاً جديداً، أو إذا ما كنتَ تفكر بتغيير مجال عملك كاملاً. إلّا أنّه من الضروري أن تفكر بوضع هدف مهني واضح لحياتك، وذلك لوجود العديد من الفوائد التي ستحققها إذا ما وضعت هدفاً مهنياً واضحاً لنفسك، بالإضافة إلى أنّ العديد من أصحاب العمل عادةً ما يهتمّون بالاطّلاع على الأهداف المهنية للمرشحين. وفيما يلي نوضح لكم أهمية تحديد هدفك المهني:
1. التخطيط لمسيرتك المهنيّة بدقة
هناك أشياء كثيرة تحدث حولنا، والكثير من الفرص في متناول أيدينا، ولكن أيُّها الأنسب لك؟ وأين ترى نفسك في المستقبل؟ أولى الخطوات التي عليك البدء بها هي التخطيط لمسيرتك المهنية من خلال تحديد هدف مهني، والذي يمكن أن يكون بمثابة البوصلة الذهبية التي يمكنها إرشادك خلال مسيرتك المهنية، ومساعدتك على إعادة ضبط مسارك المهني كلما شعرت أنك أخذت منعطفاً خاطئاً لم تقم باختياره أو التخطيط له. يساعدك تحديد هدف مهني على تحديد أهداف معينة قصيرة أو طويلة المدى، ممّا يساعدك بعد ذلك على تركيز جهودك وطاقاتك نحو اتّباع معايير معيّنة، بدلاً من الذهاب مع الريح واللحاق بفرص لا معنى لها ولن تفيدك في مستقبلك.
كما أنّ امتلاكك لمهنة مُخطّط لها جيداً بالإضافة إلى هدف مهني واضح، سيمكّنُك من تحقيق إنتاجية أعلى في العمل، إذ أنّ امتلاك أهداف محدّدة بشكل استراتيجي، سيجعل فكرة الهدف المهني الأكبر تبدو سهلةَ التحقيق، وذلك من خلال تقسيمها إلى أجزاء أصغر حجماً. ناهيك عن أنّه مع مرور الوقت، ستصبح فكرة هدفك المهني راسخةً في عقلك بشكل أعمق، ممّا سيزيد من حماسك نحو التقدم في حياتك المهنية، ومع القدر المناسب من الشغف نحو عملك، ستصبح بالتأكيد مميزاً في عملك.
2. مراقبة وقياس تطوّرك
من المؤكّد أنّك تبذل قصارى جهدك في العمل، وتحقق إنجازاتٍ تُحسَب لك، ولكن من يقوم بتتبّع هذه الإنجازات؟ وكيف بإمكانك معرفة إذا ما كنتَ تتقدّم في عملك أم لا؟ وكيف بإمكانك تحديد الأمور التي تجيدها وتلك التي تحتاج إلى تحسين؟ عندما يكون لديك طريق ممهد وواضح يؤدي إلى هدف مهني متماسك بالإضافة إلى امتلاكك لأهداف أصغر قمتَ بالتخطيط لها بشكل جيد؛ سيصبح من السهل تسجيل وقياس التقدُّم الذي حققته ضمن إطار زمني معين. لا نستطيع التعبير أكثر من ذلك عن مدى أهمية قياس التقدُّم الذي تحرزه في عملك، إذ عليك دائماً مراقبة أدائك.
لنأخذ مثالاً على ذلك، لنفترض أنّك مسؤول مبيعات، وهدفك التالي هو زيادة مبيعاتك بنسبة 30٪ على الأقل خلال الستة أشهر القادمة. يمكنك إجراء مراجعات شهرية أو حتى أسبوعية حول نسبة تقدُّمك في تحقيق هدفك، من أجل تحليل أي اتجاهات وتحديد المجالات التي تحتاج للتحسين. قد تجد على سبيل المثال أنّك لا تحقق الكثير من المبيعات من عملاء قطاع الصحة، فمن خلال معرفة هذه المعلومات، يمكنك بعد ذلك تطوير استراتيجيتك ومعرفتك لتناسب هذا النوع من العملاء بشكل أفضل وبالتالي زيادة المبيعات.
وتذكّر أنّه عندما يتعلق الأمر بتحديد هدف مهني، فمن المهم أن تفكر بماذا تريد أن تكون وليس ما أنت عليه الآن، وماذا تريد أن تحقق وليس ما قمت بتحقيقه. إذ يجب أن تسعى دائماً للتعلُّم قدر المستطاع وكلّما أمكنك ذلك. يمكنك القيام بذلك عن طريق التسجيل في الدورات التدريبية المتوفرة على شبكة الإنترنت.
3. إثارة إعجاب أصحاب العمل
هل تريد إدهاش أصحاب العمل؟ قُم بتحديد هدفك المهني، إذ نؤكد لك أنّ جميع أصحاب العمل يهتمون بوجود هدف مهني محدّد لموظفيهم، خصوصاً إذا كان مسارك المهني ضمن قطاع عملهم. إذ أنّ تحديد هدفك المهني هو أفضل طريقة يمكنك استخدامها لإظهار نفسك كشخص مسؤول وناضج وتهتم بتطوير نفسك، لذلك، ننصح دائما الباحثين عن عمل بوضع أهدافهم المهنية في سيرهم الذاتية. يجب أن يعطي الهدف المهني في السيرة الذاتية لمحة عامة عن وضعك الحالي في مهنتك والأمور التي تطمح إلى تحقيقها، إذ يجب أن يتضمن أيضاً بعض النقاط التي تبيّن أنّك المرشح المثالي للوظيفة التي ستتقدم لها.
الآن، عندما يتعلق الأمر بكتابة هدفك المهني في سيرتك الذاتية، يجب أن تهدف إلى جعله واضحاً ومختصراً ومباشراً قدر الإمكان. ولا تقم باستخدام نفس الهدف المهني لوظيفتين مختلفتين، فالفكرة من ذكر الهدف المهني في سيرتك الذاتية هي جعلك تبدو وكأنّك تعرف بالضبط ما تبحث عنه في وظيفتك التالية، فوجود هدف مهني عام وغير محدّد سيحقق لك نتيجة عكسية. هذا يعيدنا إلى نفس القاعدة الذهبية القديمة في كتابة السيرة الذاتية: قُم دائماً بتخصيص سيرتك الذاتية لكل وظيفة تتقدم لها. وهذا ينطبق تماماً على هدفك المهني!
ومن النقاط الأخرى المهمة أنّ وجود هدف مهني محدد وواضح سيسهّل عليك توضيح نقاط قوتك وتطلعاتك للآخرين، بما في ذلك علاقاتك المهمّة والمشاركين في فعاليّات التواصل المهني وأصحاب العمل المحتملين. فعندما تُسأل "أين ترى نفسك في المستقبل القريب؟" يمكن أن يساعد وجود هدف مهني محدّد بالفعل على توصيل الرسالة بطريقة أكثر سلاسة وفعالية.