دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهر استطلاع أن من المرجح أن تستمر صادرات الدول المنتجة للبترول "أوبك" إلى الولايات المتحدة في الانخفاض خلال الفترة المقبلة، وسط تخفيضات كبيرة شهدتها صادرات السعودية لأمريكا خلال السنوات الأخيرة .
ويرى 88٪ من المديرين التنفيذيين في مجال الطاقة، الذين شملهم استطلاع أجرته مؤسسة جلف إنتلجنس، أن صادرات منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، للولايات المتحدة ستسمر في التراجع خلال الفترة المُقبلة.
وهبطت صادرات أوبك من النفط إلى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في 5 سنوات في يناير/كانون الثاني بينما ارتفعت المخزونات الأمريكية إلى 3.6 مليون برميل في فبراير/شباط، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وأظهرت البيانات قفزة بالإنتاج الأمريكي بنسبة بلغت 140٪ منذ عام 2008، فيما يتوقع بعض المحللين أن تتحول الولايات المتحدة لمصدر صافي للنفط الخام والمكرر بحلول عام 2020.
ووصل الإنتاج الأمريكي إلى 12 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، متفوقا بذلك على توقعات ببلوغ هذا المستوى في النصف الثاني من 2019.
وشهدت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك وأكبر مصدر عالمي، تراجعا في صادراتها النفطية للولايات المتحدة بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة، من 1.36 مليون برميل يوميا في عام 2012 إلى 949 ألف برميل يوميا بحلول 2017، ونحو 500 ألف برميل يوميا فقط مع نهاية العام الماضي.
واستوردت الولايات المتحدة كميات أقل من النفط الخام بشكل عام، وليس فقط من أوبك، لاسيما بعد أن تراجعت وارداتها من 262.8 مليون برميل يوميًا مطلع عام 2017 إلى 226.6 مليون برميل في أكتوبر/تشرين أول 2018.
ورغم فقدان حصتها في السوق الأمريكية، فإن أوبك وحُلافائها من المنتجين من خارجها، بما في ذلك روسيا، التزموا باتفاقية خفض الإنتاج المتفق عليها في ديسمبر/كانون أول بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، حتى يونيو/ حزيران 2019 على الأقل.
وتأتي اتفاقية مجموعة الـ25 المنتجة، المعروفة بإسم أوبك +، بعد عامين من خفض الإنتاج بـ1.8 مليون برميل يوميا، والتي نجحت في الحد من تراجع أسعار النفط لمدة 3 سنوات واستعادت قدرًا معينًا من الاستقرار في السوق.
ونجحت الاتفاقية الأخيرة في الحفاظ على أسعار خام برنت بسهوله حول 60 دولارا للبرميل منذ بداية العام الجاري، وبلغ سعر برميل برنت 68.39 دولار في 29 مارس 2019.
وبلغت نسبة التزام أوبك وحلفائها باتفاق خفض الإنتاج 90% في فبراير/شباط، ارتفاعا من 83 ٪ في يناير/كانون الثاني، وفقا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، والتي تجتمع كل شهرين لتقييم تأثير تخفيضات الإنتاج على السوق، وقررت في اجتماعها الأخير بباكو في 18 مارس/آذار، إلغاء اجتماعا كان من المقرر عقده في أبريل لاستقرار ظروف السوق.
وقال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح في باكو الشهر الماضي: "مهمة أوبك وحلفائها لم تنته بعد، ويحتاج مجموعة منتجي النفط إلى مواصلة المسيرة على الأقل حتى يونيو / حزيران عندما تنتهي اتفاقية الخفض العالمي الحالية".
ومن المُقرر أن تجتمع أوبك وحلفائها في في مايو/أيار، قبيل اجتماع في 25 يونيو/حزيران في فيينا، وهو المتوقع خلاله اتخاذ قرار بشأن أهداف الإنتاج للنصف الثاني من عام 2019.