لندن، المملكة المتحدة (CNN) -- لدى تكنولوجيا الجيل الخامس "5G"، القدرة على التأثير في عدد كبير من القطاعات بما فيها القطاع الزراعي، وستكون شبكات الجيل الخامس أسرع 100 مرة من شبكات الجيل الرابع "4G"، ما يجعل التواصل بين الأجهزة والخوادم أسرع بكثير.
يجعل هذا تكنولوجيا "5G"، مثالية لنقل المعلومات من أجهزة الاستشعار عن بعد والطائرات بدون طيار، وهي الأدوات الرئيسية يمكن أن يستخدمها المزارعين في تحويل مجهوداتهم اليومية إلى أوتوماتيكية.
ويمكن للطائرات بدون طيار التي تستخدم تكنولوجيا "5G"، أن تساعد على تحسين إنتاج البطاطس في هولندا، أما عن اليابان، فيتم استخدام أجهزة استشعار تكنولوجيا "5G"، لمراقبة درجة حرارة الماء وتركيز الملح في مزارع المحار.
تطبيق ذكي لمتابعة الأبقار
وأُطلقت مبادرة في المملكة المتحدة تطبيق هاتف ذكي في مارس/آذار، يتيح للمزارعين تتبع بقرة وتلقي تحديثات يومية عن صحتها وسلوكها.
ويتم تمويل هذا النظام، الذي يتم اختباره على الأبقار في مركز "Agri-Epi" في سومرست، بإنجلترا، جزئيًا بواسطة منحة من حكومة المملكة المتحدة وبدعم من شركة التكنولوجيا سيسكو، إذ ترتدي الأبقار أطواق متصلة بشبكة "5G"، ترسل بيانات إلى التطبيق على عن كل شيء بدءًا مما يأكلونه وحتى طريقة نومهم، ما يمكن المزارعين متابعة المعلومات أولا بأول، ونقلها إلى الأطباء البيطريين أو أخصائيي التغذية.
وقال مدير المشروع دونكان فوربس: "هذا يمطئنك بأن الأبقار سعيدة وصحية وتتصرف بشكل طبيعي، فضلاً عن الإنذار المبكر إذا كانوا مرضى أو حبلى أو بحاجة إلى فحص".
ويمكن أن تساعد هذه التقنية أنظمة الري على العمل في الوقت الأمثل خلال اليوم، أو رعي الماشية في المناطق التي توفر أفضل تغذية. من خلال تحسين الكفاءة ، سيكون من الممكن إنتاج المزيد من الطعام.
وتتوقع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة،الفاو، أنه من أجل توفير الغذاء لسكان العالم الذين يتزايد عددهم بسرعة، سوف يحتاج الكوكب إلى زيادة 70٪ من إنتاج الغذاء في عام 2050، مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2009.
تقنيات لزيادة الإنتاج
وللاستجابة لتلك المطالب، سيحتاج المزارعون إلى تقنيات جديدة لإنتاج المزيد من الأراضي الأقل مساحة، مع عدد أقل من العمال، حسب أحد التقارير الصادرة عن المنظمة.
وهنا يأتي دور العمل الأوتوماتيكي ففي عام 2017، أصبح مشروع 5GRural First الأول من نوعه في العالم، الذي يزرع ويحصد محصولًا دون أن احتياج للبشر، إذ تزرع الجرارات ذاتية التحكم البذور، وتراقب الطائرات بدون طيار المحاصيل بأجهزة استشعار، وتأخذ آلات عينات لتقييم وضع الأسمدة والمبيدات الحشرية.
وعمل المشروع ، الذي يطلق عليه "هاند فري"، على حصاد آخر ناجح في عام 2018، بينما يذهب الآن لأبعد من ذلك باستخدام تقنية تكنولوجيا "5G"، لزيادة الدقة والكفاءة في رش المحاصيل.
وقال جوناثان جيل، الباحث في جامعة هاربر آدمز: "سيساعد هذا ليس فقط في الحفاظ على الزراعة، بل سيسهل الأمر أيضًا على من يقومون بذلك".