دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركة صينية لاستيرادها النفط الخام الإيراني، في انتهاك للحظر الأمريكي المفروض عليه.
خلال تحدثه في مؤتمر "المحاربين القدامى في الحروب الخارجية" في فلوريدا، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن العقوبات المفروضة على شركة "تشوهاي تشنرونغ ليميتيد" ورئيسها التنفيذي يو مين لي، هي "جزء من حملة الضغط الأقصى" على إيران، مضيفاً: "قلنا أننا سنفرض العقوبات على أي سلوك يتطلب العقاب، ونعني ذلك".
ويأتي قرار فرض العقوبات وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وأثناء هدنة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وستُمنع شركة تشوهاي تشنرونغ ولي من الاشتراك في معاملات الصرف الأجنبي، أو المعاملات المصرفية، أو الممتلكات الخاضعة للقضاء الأمريكي، وفقاً للقواعد الأمريكية التي تدير العقوبات الإيرانية. كما ستُحظر أي معاملة تتعلق بممتلكات الشركة أو أصولها في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن حظر دخول لي الأراضي الأمريكية، وإدراج اسمه على قائمة وزارة الخزانة السوداء.
ولم يستجب مكتب الشركة الرئيسي في بكين إلى مكالمات CNN للاستفسار الثلاثاء.
وقد تأسست تشوهاي تشنرونغ في العام 1994، وتعتبر واحدة من 4 مستوردين حكوميين مرخصين للنفط الخام في الصين، التي تعد من بين أكبر الدول المستوردة للنفط الإيراني، إذ قامت في العام 2018 باستيراد 29.27 مليون طن متري من الخام الإيراني، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الصينية.
ووفقاً لموقع الشركة على الانترنت، فإن تشوهاي تشنرونغ تمثل نسبة أكثر من 60٪ من تجارة الصين مع إيران.
يُذكر أن هذه لا تعتبر المرة الأولى التي تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على تشوهاي تشنرونغ بسبب تجارتها مع إيران، إذ منعت إدارة أوباما الشركة في العام 2012 من الحصول على تراخيص تصدير أمريكية، والتمويل من بنك التصدير الأمريكي، أو أي قروض تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار من المؤسسات المالية الأمريكية.
ولكن، آنذاك، قالت الشركة إنها ستواصل استيراد النفط الخام من إيران، مؤكدة أن العقوبات لن تؤثر عليها لأنها لا تتمتع بعلاقة تجارية كبيرة مع أي شركة أمريكية، وفقاً لما ذكره تقرير نشرته تشاينا نيوز سرفيس الحكومية في ذلك الوقت.
وكانت قد تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران بعد أن علّقت إيران أجزاء من الصفقة النووية التي ساهمت – لفترة وجيزة – في إنهاء عزلتها الاقتصادية والدبلوماسية.
ولكن، إعلان بومبيو الأخير قد يساهم في تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أيضاً، إذ شهدت علاقات القوتين الاقتصاديتين تدهوراً منذ اندلاع حرب تجارية بينهما العام الماضي. ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ كانا قد توصلا إلى هدنة تجارية مؤقتة الشهر الماضي، إلا أن الرسوم الجمركية على سلع من الدولتين بمئات المليارات من الدولارات، لا تزال سارية.