نيويورك (CNN) -- تعد الرسوم الجمركية والحرب التجارية مع الصين من أكبر المشكلات المالية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية حالياً. ولكن، يعتقد أحد الخبراء في السوق أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى التركيز على قضية الهجرة، والتي قد تكون تأثيراتها طويلة المدى أكثر، إذا ما كانت تريد أن تبقى في مقدمة اقتصاديات العالم.
يقول ديفيد كيلي، كبير الاستراتيجيين العالميين لدى "جي بي مورغان"، إن أمريكا قد تواجه قريباً نقصاً كبيراً في العمالة مع وصول المولودين خلال فترة طفرة المواليد إلى سن التقاعد، وعدم وجود عدد كافٍ من الشباب حالياً ليحلوا مكانهم.
ويشرح كيلي أن العديد من الأشخاص، بمن فيهم أعضاء إدارة ترامب، يركزون أكثر من اللازم على محاولة إيجاد طرق لتحفيز طلب أكثر، عبر التخفيضات الضريبية وحث المجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.
ولكن، يعتقد كيلي أن أكبر مشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية تتعلق بعدد الأشخاص في أمريكا الذين هم في سن العمل وقادرين على الاستمرار في إنفاق المال، حيث يشرح أنه ما لم تضف أمريكا المزيد من الشباب إلى القوى العاملة، فإن أي تخفيضات ضريبية أو حوافز أخرى ستكون بلا معنى وأشبه "بسيارة سريعة في مدينة كبيرة"، على حد قوله.
ويقترح كيلي بعض الإصلاحات قصيرة المدى للمساعدة في ملء الحفرة الديموغرافية، مثل إتاحة الشهادات الجامعية لمدة 3 سنوات للطلاب، وتأخير أحقية الحصول على مزايا الرعاية الطبية للمتقاعدين لعام إضافي، أي حتى عمر الـ66 عاماً.
لكن هذه المقترحات قد تكون مثيرة للجدل أيضاً، ما يجعل رأيه بتعزيز الهجرة إلى أمريكا أمر منطقي أكثر. ويشير كيلي إلى أن عدد تأشيرات الهجرة التي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن خلال هذا العام، استمرت في الانخفاض، بعد انخفاضها أيضاً في كل من عامي 2017 و2018، أمر يعتبره كيلي ليس بمؤشر جيد للاقتصاد الأمريكي، خاصة وأن الغالبية العظمى من المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية هم في سن العمل الأساسي.
يقول كيلي إن وتيرة الهجرة ستكون أساسية لسرعة النمو الاقتصادي في البلاد، مضيفاً أنه "ببساطة، إذا لم تزيد الولايات المتحدة الأمريكية من فرص الهجرة، فإن الحفاظ على نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة قليلة مثل 2٪ خلال العقد المقبل، سيكون تحدياً كبيراً".
ورغم إقراره بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج بالفعل للقيام بعمل أفضل لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية، إلّا أنه يعتقد أيضاً أن اتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع المهاجرين ليس هو الحل الأنسب.
ويقول كيلي إن فكرة كهذه قد تعتبر حتماً مثيرة للجدل، خاصة في ظل قضية الهجرة غير الشرعية المشحونة سياسياً في أمريكا، مؤكداً أنه رغم "الحاجة الماسة لحل المشاكل التي تسببها الهجرة غير الشرعية، يجب ألا تحجب الفوائد الهجرة التي تمتعت بها أمريكا في الماضي".